بعض جوانبها أمور نسائية وعائلية
صحف فرنسا الشــعبية تخوض في الحياة الخاصــة للسياسيين
على الرغم من كون الصحافة الفرنسية محافظة إلى حد كبير، إذ تم رسم حدود واضحة لوسائل الإعلام، واحترمت هذه الأخيرة التقاليد المحلية لعقود، ولم تهتم بالمسائل الخاصة برجال السياسة ونسائها. إلا أن مجيء نيكولا ساركوزي إلى السلطة في 2007 فتح شهية الصحف الشعبية أو ما يسمى بـ«الصحف الصفراء» لتناول قضايا حساسة لم يجرؤ أحد الخوض فيها قبل 10 سنوات.
وكانت السيدة الفرنسية الأولى، سابقاً، كارلا بروني، مادة دسمة للإعلاميين الفضوليين، الذين تابعوا أدق التفاصيل في حياتها خلال وجودها في قصر الإليزيه. وتحظى السيدة الأولى الحالية، فاليري تريرويلر، باهتمام غير مسبوق من قبل وسائل الإعلام الشعبية وصل أخيراً إلى حد التشهير، ما دفع زوجة الرئيس الفرنسي إلى رفع قضية أمام المحكمة الجزائية في باريس، ضد أربع مجلات شهيرة، والسبب نشرها صورة للسيدة الأولى وهي في حمام السباحة، الصيف الماضي.
وتطالب تريرويلر بتعويضات من الجهات التي تقول إنها أساءت لسمعتها، تقدر بنحو 150 ألف يورو. ومنذ مجيء الاشتراكيين إلى الحكم قبل سبعة أشهر، انهالت الشكاوى ضد وسائل إعلامية، قدمها سياسيون في السلطة وزوجاتهم. ولعل أكثر المتضررين من الصحف والمجلات الشعبية، القيادي في الحزب الاشتراكي دومنيك ستراوس كان، الذي تعرض لـ«تشريح إعلامي» على مدى أكثر من عام، ولم تسلم زوجته آن سنكلير من التغطية التي يرى فيها البعض أنها تعدت الخطوط الحمر بكثير.
التعويضات التي حصل عليها السياسيون في 2011 و 2012 (باليورو) 1- دومنيك ستراوس كان: 30000 2- أرنو منتبور: 28000 3- ألبرت الثاني (أمير موناكو): 25500 4- توماس هولاند: 10000 5- دزمنيك دوفيلبان: 10000 6-بونوا هامون: 9000 7- سيغولان رويال: 8000 8- فاليري تريرويلر: 6000 9 - بيار موسكوفيسي: 4500 10- جيروم كاوزاك: |
إضافة إلى هؤلاء، تأتي الزعيمة الاشتراكية وزوجة الرئيس الفرنسي السابـقة، سـيغولين رويال، الـتي استغـلت مشـكلة الغـيرة بيـنها وبين سيدة الإليزيه الأولى، وأثارت صحف ومجلات فرنسية زوبعة إعلامية كبيرة تسببت في احتقان عائلي في القصر الرئاسي، وحرج كبير لطليقة الرئيس الفرنسي. وقدمت الشخصيات المذكورة نحو 30 بلاغاً ضد وسائل الإعلام خلال العام الماضي.
ويبدو أن الأزواج السياسيين قد عوضوا النقص الذي تعانيه المجلات الشعبية والصحف الصفراء، التي تركز على الممثلين وأزواجهم والممثلات وأزواجهن، في الغالب، فضلاً عن لاعبي الكرة والتنس.
وتقول الصحافية كولوب برينغل، «غاب الاشتراكيون عن الساحة السياسية منذ 10 سنوات، والآن يعودون إلى الواجهة والطرف الآخر يصفي حساباته معهم بطريقة أخرى»، مشيرة إلى التشهير الإعلامي. ويبدو أن العدو اللدود للحكومة اليسارية الحالية ليس اليمين، بل وسائل الإعلام الشعبية.
في السياق ذاته، يقول الصحافي في مجلة «فواسي»، كريستوف كارون: «يتميز الاشتراكيون بالتكتم الشديد، وخلال الاحتفالات بأعياد الميلاد الماضية عمل ساكنا الإليزيه (هولاند وزوجته) على حجب الصور العائلية الخاصة بالاحتفالات».
ويضيف الإعلامي ساخراً «أعتقد أن خصومهم اليمينيون سيشبهونهم قريبا بزعماء كوريا الشمالية».
ويوضح كارون أنه خلال حكم نيكولا ساركوزي، «كانت توجه الدعوات إلى المصورين والصحافيين والوكالات الخاصة لحضور مثل هذه المناسبات».
ويقول مراقبون إن المعركة الإعلامية بين اليمين واليسار في فرنسا، سلوك معتاد، لكن المشكلة في هذا الموضوع خروج بعض وسائل الإعلام على التقاليد الفرنسية التي تقدس الحياة الشخصية للأفراد، سواء كانوا سياسيين أم أناساً عاديين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news