ملوك أوروبا لا يفضلون التنازل عن عروشهم
يبدو أن ملوك وملكات أوروبا هم المواطنون الوحيدون الذين تتاح لهم ممارسة وظائفهم مدى الحياة، فالملكة اليزابيث الثانية، على سبيل المثال، بلغت الـ86 من العمر، ولم يبدُ عليها انها ستتنازل قريباً عن العرش، ويعاني ملك إسبانيا، خوان كارلوس، الأمرّين في بلاده التي تعاني أزمة ديون خانقة، ولايزال يتشبث بالعرش في عمر بلغ (75 عاماً)، وملك بلجيكا، ألبرت الثاني، ظل يسيطر على العرش على الرغم من انه بلغ 78 عاماً من العمر، اما ملكة الدنمارك، مارغريت الثانية، فقد قضت في العرش 41 عاماً، وستحتفل بعيد ميلادها الـ75 في أبريل المقبل.
إلا أن هناك من خرق هذه العادة في هذه القارة العجوز، فقد أعلنت ملكة هولندا، الملكة بياتريس، هذا الاسبوع انها ستتنازل عن العرش لابنها، وليام الكساندر (45 عاماً) مع حلول عيد ميلادهاالـ75، الذي صادف يوم أمس (الخميس)، وسترضى فقط بلقب أميرة، وسيصبح وليام اول ملك ذكر في البلاد منذ 1890.
وشهد اكثر من سبعة ملايين شخص خطاب تنازل بياتريس عن العرش، والذي القته في التلفزيون، الإثنين الماضي، وتلقت فيضاً من الثناء من بعض ملوك العـالم.
ويعتبر التنازل عن العرش أمراً نادراً في أوروبا، عدا ملوك هولندا، فقد تنازلت الملكتان جوليانا ويلهليمينيا، والدة وجدة الملكة بياتريس، عن العرش لتفسحا المجال أمام ابنتيهما، بينما رضي أول ملك للأورانج، وليام الاول، التنازل عن العرش في القرن الثامن عشر.
ولا يلوح في الافق أي تنازل عن العرش في بلد أوروبي آخر، إذ إن اي تنازل عن العرش في وندسور من شأنه ان يثير أزمة في بريطانيا، على الاقل مثل ما حدث اخر مرة عام 1936. ولم يحدث هذا الامر في مملكة السويد، التي يصل عمر الملكية فيها الى 195 عاماً، على الرغم من ان استطلاعات الرأي التي تعكس ان اغلبية الشعب تفضل ان يتنازل الملك كارل - غوستاف لمصلحة ابنته المحبوبة، الاميرة فيكتوريا.
واستطاع الملك خوان كارلوس أن يتجاوز للتو أسوأ عام في حكمه، فمنذ دوره البطولي في الاستقرار الديمقراطي لاسبانيا ما بعد العهد الفاشيستي عام 1975، أصبح مدعاة للسخرية. ففي الوقت الذي كانت فيه البلاد ترزح تحت كابوس الديون اختار الملك ان يذهب في رحلة سفاري مكلفة للغاية لصيد الحيوانات في إفريقيا، وأصبح الملك، لاول مرة خلال عهده الذي امتد 37 عاما، مادة مسلّية في الصحف الاسبانية.
ويبدو أن ملوك بريطانيا وإسبانيا وبلجيكا المسنين سيشهدون قريباً نهاية عهدهم، في الوقت الذي تزداد الضغوط من أولياء العهود في اسكتلندا وكاتالونيا والفلاندرز.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news