أولهم نيكسون ومن ثم كلينتون ودومنيك ستراوس حتى جيوروم كاهوزاك
الاعتراف بالذنب على «الهواء» شجاعـة يعرفها قليل من السياسيين
اتسم عدد من السياسيين الغربيين بشجاعة ملحوظة للبوح بأسرار لم يعرفها إلا القليل، والاعتراف بالذنب أمام عدسات الكاميرات، وفي الأسابيع الأخيرة طفت على السطح فضيحة سياسية جديدة في فرنسا كان بطلها وزير الموازنة السابق جيوروم كاهوزاك. وبعد جدل ونقاش محتدم اختار كاهوزاك أن تكون قناة فرنسية خاصة المنبر الذي يعترف من خلاله بأخطائه في حق الشعب الفرنسي. وبعد مرور أسبوعين من اعترافه بامتلاك حساب مصرفي بقيمة 600 ألف يورو في مصرف سويسري، خرج المسؤول السابق عن صمته وأعلن استقالته من منصبه نائباً في البرلمان. وقال كاهوزاك في حوار مع قناة «بي إف إم» التلفزيونية «بعد تفكير عميق ومشاورات أجريتها مع أشخاص يساندونني وآخرين وقفوا ضدي، قررت التخلي نهائياً عن منصبي في الجمعية الوطنية لأن الخطأ الأخلاقي الذي ارتكبته لا يسمح لي بأن أبقى في هذا المنصب».
وسبق السياسي الفرنسي في هذا المجال، العديد من السياسيين الأميركيين والفرنسيين وغيرهم، كان أولهم، ربما، الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون الذي اعتذر للأميركيين، في أغسطس 1974، عن فضيحة التنصت المعروفة باسم «ووتر غيت»، وقال حينها أمام ملايين من مشاهديه، قمت بأخطاء عديدة، بعضها مريعة ولا تليق برئيس، مضيفاً «لقد ضربت عرض الحائط بأصدقائي والحكومة والشعب الأميركي». لينهي بذلك حياته السياسية.
أما الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، الذي فاحت أخبار فضيحته مع متدربة في البيت الأبيض تدعى مونيكا لوينسكي، في أواسط التسعينات، فقد نفى أمام لجنة تحقيق تهم التحرش الجنسي. وفي 1998، اعترف في برنامج تلفزيوني بعلاقة غير لائقة مع لوينسكي، وقال إنه أخطأ وأنه نادم على فعلته بشدة. وفي فرنسا، احتلت فضيحة مدير صندوق النقد الدولي السابق، دومنيك ستراوس كان، حيزاً واسعاً في الإعلام الفرنسي لأكثر من سنة، واعترف في برنامج تلفزيوني شهير تبثه قناة «تي إف 1»، لشرح قضيته للفرنسيين، وأقر بأن ما فعله لا يليق وقدم اعتذاراً لزوجته وأبنائه وأصدقائه والفرنسيين الذين أحبوه. وقال إنها «غلطة أخلاقية لا أفتخر بها».
وبعيداً عن الغرب، أقر وزير الدفاع السابق في كوت ديفوار، مويس إيدا كواسي، العام الماضي، بأنه ساعد على مؤامرة لزعزعة استقرار بلاده، الأمر الذي أدى إلى القبض عليه وإحالته إلى المحاكمة. وقال إنه مستعد لتقديم اعتذاره لأبناء وطنه والعفو من الرئيس الجديد الحسن وتارا، إلا أن الأخير رفض العفو عنه وطالب بمحاكمته ليكون عبرة لمن يتآمر على أمن بلاده.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news