رقص في الأولى وعاد في الثانية بلا أطراف
كانت آخر مرة التقى فيها الجندي ديف واتسون مع الملكة في الخدمة في منطقة بالتيمور، وكان له شرف مراقصتها برهة قصيرة، لكن منذ تلك الفترة تغير الرجل البالغ عمره 26 عاماً كثيراً، لدرجة يصعب التعرف عليه، إذ فقد قدميه وذراعه اليمنى نتيجة تفجير تعرض له في أفغانستان وجرى تسريحه من الجيش لأسباب طبية.
لكن عندما التقت به الملكة مرة ثانية في مركز هيدلي كورت للعلاج، كان الامر الوحيد الذي لم يتغير فيه هو روحه، وقال للملكة مازحاً إنه عندما تعرض للانفجار عام 2010، اول شيء خطر بباله انه فقد العديد من الأوشام الجميلة على جسمه. وقال السيد واتسون «كان مقر خدمتي في بالتيمور نحو ثلاثة اشهر. وأعتاد التحدث الى الملكة يومياً. وهي اعتادت المجيء والسؤال عن أوضاعنا، حتى إنني رقصت معها ذات يوم».
ويقول واتسون عن الجرح الذي أصابه «نظراً إلى حس الفكاهة الذي أتميز به، ففي لحظة الانفجار، وبينما كان أصدقائي يساعدونني كنت اضحك، وأخبرهم ببعض النكات، وأول شيء خطر لي أنني فقدت عدداً من الأوشام، فقد كان هناك وشم في ساقي، وثلاثة أوشام صينية ترمز الى والدي وامي واخي وتاريخ ميلادي».
وبعد لقائه الملكة وزوجها دوق ادنبره أثناء جولتهما، قال واطسون: «إن اللقاء يعني الكثير، ليس بالنسبة لي وحسب، وإنما لبقية زملائي ايضا فقد شاهدت ما كنا نقوم به بعد اصابتنا». وحمل واطسون الشعلة الاولمبية العام الماضي لدى مرورها من ليفربول بالقرب من منزله في بريستون في لانكستر، كما كان يخدم مع الكتيبة الاولى لحرس سكوت غاردز حينما انفجرت فيه شحنة متفجرات بدائية، بعد ان داسها أثناء مشاركته في أعمال الدورية في اقليم هيلمند في افغانستان في 2010. كما تبادل الكابتن نيك بيتون (31 عاما) من وحدة سلاح الهندسة الملكي مع دوق ادنبره أثناء زيارته مع الملكة لمركز واترلو للياقة البدنية، الذي كان يستضيف العسكريين الجرحى في مراحل معينة من العلاج.