أصبحت مادة دسمة للتهكم والسخرية من اليمين المتطرف

أول وزيرة إيطالية سوداء تتعرض لمضايقات عنصرية

كينجي: أنا سوداء وأقول ذلك بكل فخر. أرشيفية

تتعرض أول وزيرة إيطالية سوداء لكثير من المضايقات والتفرقة العنصرية، ونعوت مثل «القرد الكونغولي»، في إشارة الى بلدها الاصلي، الكونغو، أو «الزولو» أو «السوداء المناهضة لإيطاليا»، وأصبحت مادة دسمة للتهكم والسخرية من اليمين المتطرف. ولا ترد وزيرة شؤون الاندماج سيسيل كينجي، على هذه الاهانات سوى بقولها انها فخورة بأن تكون سوداء، وأن إيطاليا ليست في الحقيقة دولة عنصرية. وتضيف انها ترفض مصطلح «ملونة»، الذي تتناقله الكثير من التقارير الصحافية الايطالية، قائلة «أنا لست ملونة، أنا سوداء، وأقول ذلك بكل فخر».

تم تعيين كينجي وزيرة لشؤون الاندماج، أوائل الشهر في الحكومة الايطالية التي يترأسها انريكو ليتا، وأصبحت واحدة من سبع نساء في هذه الحكومة الجديدة. ومنذ ذلك الوقت أصبحت هدفا لجهات عنصرية في البلاد، وواجهت أيضا سيل من الشتائم من عضو البرلمان الأوروبي، ماريو بورجيزيو، المؤيد لرابطة الشمال الاوروبي، الذي تحالف في الماضي مع رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني.

وفي إطار تهكمه من كينجي، أطلق بورجيزيو على الائتلاف الذي يقوده ليتا عبارة «حكومة مسخرة»، ويقول عنها انها تصلح لأن تكون ربة منزل وليس وزيرة. ونتيجة لذلك تم تعليق عضوية بورجيزيو في مجموعة «أوروبا الحرية والديمقراطية»، التي ينتمي إليها.

وترفض كينجي التعليق على تلك العبارات، التي وصفتها رئيسة مجلس النواب، لورا بولدريني بأنها «بذاءات عنصرية». وتدفع كنيجي قدماً بتشريع ينص على حصول الأطفال المولودين في إيطاليا لمهاجرين، على شهادة المواطنة الإيطالية بدلاً من انتظارهم حتى سن الـ‬18 للتقديم للحصول على الجنسية. وتتحدث كينجي انها تلقت تهديدات بالقتل منذ أن تم تعيينها وزيرة. وتدعي رابطة الشمال الإيطالية أن الوزيرة في طريقها لتفرض «التقاليد القبلية»، لكن كينجي تقول ان هذه الاهانات لا تمثل لها شيئاً لأن لديها رسالة محددة.

ولدت كينجي، التي تبلغ من العمر ‬48 عاماً، في جمهورية الكونغو الديمقراطية لأب متزوج من أربع نساء، أنجب منهن ‬38 ولداً وبنتاً، وجاءت الى ايطاليا طلباً للعلم بعد حصولها على منحة دراسية عام ‬1983، وتخرجت طبيبة عيون، متزوجة ولها ابنتان. تتحدث عن نفسها قائلة «كانت حياتي صعبة نوعاً ما، لم أكن أتوقع أن تكون الأمور سهلة، وكل خطوة أخطوها كانت تتضمن تغييراً ومعاناة».

وتتحدث عن معاناتها في بلدها الكونغو قائلة «ليس من السهل على المرء أن يعيش بين أفراد هذه العائلة الكبيرة، وإن حياتي في أسرة متعددة الزيجات لا يعني بالضرورة أنني أشارك والدي هذه الرؤية».

وتضيف أنها تريد أن تفعل شيئا لأولئك الذين يتركون أوطانهم، ويتخذون من دول أخرى أوطاناً، كما فعلت هي عندما حصلت على شهادة المواطنة من خلال زواجها من مهندس إيطالي. وتقول إنها تريد أن تجند لاعب نادي «اي سي ميلان»، ماريو بالوتيلي، قائداً للحملة التي تهدف الى مساعدة المهاجرين في الحصول على الجنسية الإيطالية. يذكر أن بالوتيلي مولود في إيطاليا من أبوين غانيين، وهو أول لاعب أسود يلعب لإيطاليا في دورات كبيرة، وكثيراً ما يتعرض هو الآخر لمضايقات من المشجعين الذين يلقون الموز أمامه تشبيهاً له بالقرد.

 

 

تويتر