مـانديلا خضـع لرقابة المخابرات البريطانية تحت «ستار الطيور»

نلسون مانديلا. أرشيفية

كان عملاء منظمة الأمن البريطاني المعروفة باسم «ام اي‬6»، يراقبون رئيس جنوب إفريقيا السابق نلسون مانديلا، حسبما ذكره رفيق مانديلا السابق، دينيس غولدبيرغ، الذي قال إن عملاء الأمن البريطانيين كانوا يتظاهرون بأنهم مراقبو طيور. وقال هذا الرجل الذي تم اعتقاله عام ‬1963 إلى جانب عدد من كبار قادة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، إن أحد مراقبي الطيور اندفع بصورة مثيرة للشبهة نحو موقف تقف فيه السيارات ويشرف على مزرعة ليليسليف خلال الايام القليلة التي سبقت اعتقال مانديلا.

وكانت هذه المزرعة ، التي عرفت سابقاً بأنها الريف الواقع في شمال جوهانسبورغ مقراً، حيث كان مانديلا ورفاقه في حزب المؤتمر الوطني يرسمون خطة للإطاحة بحكومة الفصل العنصري «الأبارتهايد»، وقال غولدبيرغ « نعتقد أنه كان هناك عميل مخابرات بريطاني في موقف السيارات. واعتقد الجميع أنه كان ينتحل شخصية مراقب طيور، لأنه كان يتسلق عمود التلغراف كل يوم، وهو يحمل منظاراً، ولكني أعتقد بأننا كنا الطيور التي راقبها هذا الرجل»، ولم يكن مانديلا في المزرعة في ‬11 يوليو عام ‬1963، عندما تم اعتقال غولدبيرغ وعدد من رفاقه في الحزب، ولكن الشرطة صادرت مفكرة مانديلا وأوراقه، التي استخدمتها لإدانته بتهمة التخريب فيما بعد. وتمت إدانة مانديلا والحكم عليه بالسجن المؤبد ومن ثم إطلاق سراحه بعد ‬27 عاماً.

وتظهر الوثائق السرية التي نشرها الارشيف الوطني البريطاني في كيو أن المسؤولين البريطانيين كانوا يراقبون مانديلا عندما سافر الى المحمية البريطانية المعروفة باسم بتشوانالاند، التي تعرف الآن باسم بتسوانا، في العام الذي سبق اعتقاله. وكانت بريطانيا والولايات المتحدة تشعران بالقلق من وجود علاقة بين حزب المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي، كما أن المخابرات المركزية الاميركية كانت تواجه باستمرار تهماً متواصلة بأنها قدمت معلومات سرية إلى الشرطة السرية في جنوب افريقيا، بعد اختراقها حزب المؤتمر الوطني.

ويعيش مانديلا، (‬94 عاماً)، تحت الإنعاش حالياً في أحد مشافي بريتوريا. وقالت الحكومة ان حالته تظل حرجة، لكنها مستقرة.

وقال السير بوب هيبل، المحامي من جنوب افريقيا، الذي دافع عن مانديلا في أول محاكمة له، وكان من ضمن الذين تم اعتقالهم في مزرعة ليسليف، إنه كان مقتنعا بأن المخابرات البريطانية قد اشتركت مع نظام الأبارتهايد. وبعد الهرب إلى بريطانيا، بدأ بتدريس القانون في جامعة كامبردج. وقال «نحن ندرك أن المخابرات البريطانية وشرطة جنوب افريقيا اشتركتا معاً. وعندما وصلت الى بريطانيا وكنت أريد طلب اللجوء السياسي، في ديسمبر ‬1963، حقق معي رجل من وزارة الداخلية، وكان من منظمة «إم أي ‬5» الامنية. وكان من الواضح أنه يعرف أشياء كثيرة ما كان له أن يعرفها إلا من شرطة جنوب إفريقيا».

تويتر