كلينتون تكسب من المحاضرة الواحدة 200 ألف دولار
عندما استقالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، من منصبها في فبراير الماضي، بعد أن سافرت الى 112 بلداً خلال أربع سنوات، زعمت أنها تريد أن تنعم ببعض الراحة والاسترخاء ومشاهدة التلفاز، وتعوض 20 عاماً من النوم غير المستقر. لكنها بدلاً عن ذلك انغمست بقوة في إلقاء المحاضرات التي تدر عليها الواحدة منها ما يصل إلى 200 ألف دولار.
قضايا ساخنة لتلك المحاضرات، أكسبتها شهرة واسعة، مثل «القيادة عبارة عن فريق رياضي»، و«لن تستطيع ان تفوز ما لم يعرفك الناس». وصارت هي وزوجها، الرئيس السابق بيل كلينتون، يكسبان ما يصل الى 100 مليون في العام للتعليقات المدفوعة منذ ان غادر البيت الابيض في 2001، وفقاً لبعض التقديرات التي اوردتها صحيفة نيويورك تايمز.
وحتى الآن حاضرت كلينتون أمام مطورين في دالاس، ومديري أسهم خاصة في لوس أنجلوس، وخبراء استثمار في فلوريدا، وتنفيذيي أعمال في ميتشغان. ويتضمن جدول أعمالها وكلاء سفر، ووسطاء عقاريين، وقانونيين، وموظفي صحة، وبائعي سيارات، كما أنها شاركت مجاناً في قضايا قريبة من قلبها.
وبالنسبة لمنظمي المؤتمرات فإن توجيه الدعوة لكلينتون أمر لا يمكن الجدال فيه، حيث إن نجوميتها تساعد هذه المناسبات على استقطاب عدد كبير من المشاركين والمشاهدين، كما أن اداءها ولباقتها تجعل كل مشارك يذهب إلى منزله فرحاً مسروراً. وتعتقد كلينتون أن مشاركتها في مثل هذه المناسبات هي شكل من أشكال المحافظة على حضورها بين أفراد الشعب الأميركي، حيث إنها ترغب في الترشح للرئاسة في 2016، وهي ميزة لا يحظى بها أي من المرشحين المحتملين، لأن صانعي القانون الذين لايزالون على رأس عملهم غير مسموح لهم بتقديم أي محاضرات مدفوعة الثمن. إلا أن هذه المحاضرات التي تقدمها كلينتون ليست من دون مخاطرة، حيث إن معظم المجموعات التي تحدثت اليها كلينتون تقف إزائها جماعة ضغط في الكونغرس، ما يجعل كلينتون عرضة للاتهام بأنها قد تحظى بالمحاباة من قبل هذه المجموعات في حالة ترشحها في الانتخابات الرئاسية، وإن نشاطها يجعلها شخصية متضاربة المصالح. المدير التنفيذي لمجموعة أميركا رايزنغ، تيم ميلر، وهي عبارة عن لجنة عمل سياسية للمحافظين، يقول إن مجموعته تراقب كلينتون عن كثب، ويضيف «اننا نراقب اي مجموعة تتحدث إليها، ومضمون ما تحدثت به إليها، واننا نصنف اي شيء تقوله، وذلك حتى إذا ترشحت للرئاسة ونظمت حملتها الانتخابية نستطيع أن نرصد بسهولة اي تغيير في النمط أو الاتجاه الذي تسلكه».
ويقر الخبير الاستراتيجي الجمهوري، أيد روجرز، بأن محاضـرات كلينتـون تجعـلها «عرضة للشـبهات»، حيث ان هناك الكثير من العبـارات التي قد تتمنى فيما بعد ان لو لم تسـتخدمها، أو استخدمتهـا بشكل مختلف، أو أن بعض المجموعـات التي تحدثت أمامها الآن لا يبـدو عليها أي مظهر من مظاهر الرياء والمداهنـة عندما تقف كلينتون على أحد المنابر في إيوا أو نيو هامبشاير.
ويعتقد روجرز أن مثل هذا الانطباع السالب ليس له سوى تأثير ضئيل، لان آل كلينتون ليسوا بحاجة إلى الأموال، وأن أي أموال يكسبانها ستذهب لدعم مؤسسة كلينتون الإنسانية.