زوجها اعتاد ضربها وإساءة معاملتها

الأفغانية ضيا أتمار.. من البرلمان إلى ملجأ النساء

ضيا أتمار رفضت بريطانيا منحها اللجوء. أرشيفية

كشفت الافغانية نور ضيا أتمار (40 عاما)، التي كانت عضواً في البرلمان الافغاني، أنه لم تعد مرحباً بها في منزلها، بعد أن هربت من زوجها الذي يسيء معاملتها، وعائلتها التي تبرأت منها. وقالت ضيا التي عملت في السياسة خلال الفترة ما بين 2005 و2010، لكنها تعيش الآن في ملجأ، إن التقدم الذي تحقق بين الجنسين في أفغانستان انهار نتيجة استعداد القوات الغربية للانسحاب من أفغانستان.
وكانت قد عملت في أول برلمان افغاني إثر انهيار حكم «طالبان»، وحققت العديد من النجاحات من خلال دفعها باتجاه حظر أكثر من 20 قانوناً، تبيح العنف ضد النساء. وقالت لصحيفة صنداي تلغراف «أصبحت النساء في وضع سيئ الآن، إذ يتعرضن للقتل يومياً، وتقطع آذانهن وانوفهن، وليس فقط نساء الارياف فقط، وانما أشخاص مثلي ايضاً».
وجاءت الانتخابات عام 2005 بعد أن ساعدت الولايات المتحدة افغانستان على وضع دستور جديد، يضمن خطوات كبيرة نحو المساواة بين الجنسين، وان يكون ربع مقاعد البرلمان من النساء. ونفذت السيدة أتمار حملة قوية بميزانية صغيرة، حتى أنها باعت حليها من الذهب، وكانت تحظى بالإطراء اكثر من أي عضو آخر في البرلمان، وقامت برحلات الى الهند، وفرنسا، وتركيا، وبريطانيا.
وأدت الجهود التي بذلتها قوات حلف شمال الاطلسي (ناتو) لضمان أمن افغانستان خلال 12 عاماً الماضية، الى دخول مزيد من الفتيات الى المدارس، وجعل حضور النساء في الدولة اقوى من اي وقت مضى، إضافة الى خفض معدلات وفاة الامهات، لكن هذا المجتمع المحافظ يبدو أنه يتراجع الى الخلف، إذ إنه يجري التفكير في إغلاق ملاجئ النساء، كما أن القانون الانتخابي الذي يؤكد أن ربع البرلمان من النساء تجري مراجعته الآن.
وبذلت السيدة اتمار وأخريات محاولات حثيثة لطرح مشروع قانون في البرلمان يفرض عقوبة على الاغتصاب والزواج بالاطفال، ولم تتم المصادقة عليه من قبل البرلمان، لكن تم الغاؤه الآن وسط ادعاءات بانه يعارض الشريعة الإسلامية.
وبعد انتهاء فترتها الاولى في البرلمان فشلت في إعادة انتخابها مرة ثانية، ثم تزوجت برجل أعمال لم يكن مهتماً بحملتها حول حقوق المرأة، ورفض السماح لها بمغادرة المنزل. وقالت ضيا للصحيفة «أحياناً كان يثمل ويتعامل معي بصورة سيئة ويضربني، لقد كانت الحياة معه عذاباً متواصلاً».
وقالت اتمار إنه منعها ذات مرة من استخدام الهاتف، وبعد ذلك طلبت الطلاق، لكن كما هو متوقع رفضت عائلتها ذلك، على الرغم من أنها شاهدت آثار الضرب على وجهها، وقالت انها ستجلب لهم العار. وفي نهاية المطاف تخلت العائلة عنها عندما حاولت الحصول على مساعدة محام، وذهبت الى ملجأ النساء، واتصلت اتمار مع السفارة البريطانية للحصول على اللجوء، لكن قيل لها إن ضحايا العنف المنزلي لا يمنحون اللجوء.

تويتر