طباخ الرؤساء يشكو هولاند لمنعه أطايب الأطعمة الفرنسية

تحسر الطباخ الرئاسي الفرنسي برندارد فوسيون، الذي عاصر ستة رؤساء فرنسيين، على الفترة الجديدة من التقشف في المطبخ، التي يعيشها الإليزيه في ظل حكم الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، واشتكى الطباخ من الرئيس الاشتراكي المحاصر من الجميع، الذي عمد إلى منع أطايب الأطعمة الفرنسية من قائمة الطعام، مثل أم الربيان، والكمأة، والكافيار.

وحسبما ذكره الطباخ الذي تقاعد الشهر الماضي، بعد أن عمل لمدة 39 عاماً في قصر الإليزيه، فإن الرئيس هولاند، الذي انخفضت نسبة الفرنسيين الذي يؤيدونه الاسبوع الماضي إلى 15% في أحد استطلاعات الرأي، يشعر بالقلق من التخلص من الكافيار من قائمة طعامه، الذي يعرف في فرنسا «شمبانيا الاشتراكيين».

ومع انتشار الاحتجاجات في شتى أنحاء الدولة ضد قانون الضرائب الجديد، وإجراءات حزم البطون، فإن الرئيس يرى أنه يجب أن يظل متمسكاً بالصورة المتواضعة التي قدمها للناخبين خلال الحملة الانتخابية (السيد طبيعي)، حتى في طعامه اليومي. وقال فوسيون «اختفت الكمأة، وكذلك ام الروبيان، أما بالنسبة للكافيار فقد أصبح مجرد ذكر اسمه وقاحة».

ومن الواضح أن تعليمات الرئيس هولاند في ما يتعلق بالطعام لن توفر الكثير من الاموال الضخمة المخصصة لمطابخ الإليزيه. وقال فوسيون «نحن لا نضع كيلوغراماً من الكمأة في صحن كل شخص، انما نحو خمسة غرامات، وهذا لا يكلف الكثير»، ومن المعروف ان فرنسا ثاني اكبر منتج للكافيار في العالم بعد ايطاليا، نظرا لتناقص الانتاج في بحر قزوين.

وما زاد في إحراج فوسيون، أنه تمت دعوة مساعدي هولاند السابقين إلى قصر الإليزيه أخيراً، حيث قدم لهم بوفيهاً سخيفاً، وقال طباخ الرؤساء متذكراً «قدمنا لهم الزيتون، والسجق، والسندويتش، وبالمقابل فقد كان يقدم الكافيار باستمرار خلال حكم الرئيس فرانسوا ميتران الرئيس الاشتراكي السابق خلال الحفلات. وخلال مقابلة تلفزيونية رفض الطباخ فوسيون، أن يكشف عن الطبق المفضل لدى الرئيس هولاند، حيث قال إن السرية هي الجزء الاساسي في عمله. وأضاف «من الأفضل عدم البوح بذلك، لأني لو قلت عنه فإن الجميع سيقدمون له الطبق ذاته أينما ذهب، وأينما كان يذهب الرئيس السابق جاك شيراك، كان الجميع يريدون اسعاده عن طريق تقديم الطبق ذاته الذي يفضله».

وبمعزل عن حظر الأطعمة الفاخرة، فإن الرئيس هولاند زاد وزنه منذ انتخابه، ويقول فوسيون «يأكل كل شيء يقدم له، وهو يأكل بصورة جيدة، وهو يحب الأكل، وهو أمر جيد بالنسبة لطباخ»، واضاف «ان قرار الرئيس السابق نيكولاس ساركوزي - حظر النبيذ والجبنة - جعلني اشعر بالاشمئزاز». وكان فوسيون، الذي عمل طباخاً في السابق لدى السفير البريطاني السابق في فرنسا كريستوفر سومز، قد تردد عندما سئل عن رأيه في المطبخ البريطاني، لكنه قال مبتسما «سأكون صريحاً، لم يكن يروق لذوقي».