«السيد لغة الجسد» وراء صعود بوتين السياسي

إذا كان هناك أي شخص أجنبي له يد في صعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السلطة فهو الخبير الأسترالي في لغة الجسد، ألين بيس، الذي قال عن بوتين إنه «تلميذ ذكي ومقتدر». وكان بيس الذي ألف العديد من الكتب يعرف دولياً باسم «السيد لغة الجسد» قد التقى مع رئيس المستقبل عام 1991، عندما تمت دعوته إلى الكرملين للإشراف على ورشة بحث حول السياسيين المحتملين بمن فيهم بوتين، الذي كان عمره حينئذ 39 عاماً وهو ضابط سابق في المخابرات السوفييتية «كي جي بي»، ومسؤول عن العلاقات الدولية والاستثمارات الاجنبية في بلدية مدينة بطرسبورغ. وكان في الورشة رئيس بوتين في حينه رئيس بلدية بطرسبورغ اناتولي سوبشاك.

وقال بيس في إحدى المقابلات «كان موظفونا في ذلك الوقت سبعة فقط وكانوا جميعاً أجلافا يحملون المسدسات وكان هذا أمراً مخيفاً ومثيراً. وقمت بتعليمهم كيف يبدو المرء ودوداً على شاشة التلفزيون، وكيف يتخلصون من التعابير العدوانية. وكان بوتين الذي عمل في حينه مساعداً لمحافظ بطرسبورغ، ذكياً جداً ومقتدراً».

ولكن بيس، الذي يتذكر مقابلته مع بوتين بينما كان يقدم ورشة عمل في فورنيز، اثنى على سيد الكرملين بسبب تعابير وجهه التي يقوم بها، مشيراً إلى أن 60% أو 80% من الرسالة التي يريدها المرء للآخرين يمكن نقلها عن طريق لغة الجسد خلال اللقاءات التي تكون وجهاً لوجه.

وأضاف بيس «ركزت انتباهي إليه في اول لقاء لنا مع سوبشاك. وعندما دخل إلى الغرفة هدأ الجميع. حيث كانوا يدركون أنه عمل في الـ(كي جي بي). وأنا فهمت ذلك ايضاً. والعاملون في المخابرات لهم مواهبهم واستعداداتهم».

وتابع أن أول شيء علَّمه لبوتين هو «كيفية التخلص من التعابير العدوانية التي كانت تميز السياسيين في المرحلة السوفيياتية، والتي تميزت بالقبضات المغلقة وتلويح الأيدي. وأبلغته ان الأفضل يجب أن تكون الأيدي مفتوحة، وعلى شكل يعرف باسم البرج المرتفع، وكلاهما يمنح المرء الثقة».

وأشار إلى أن بوتين يستخدم في هذه الأيام كلاً من أسلوبي اليد المفتوحة وما يعرف بالبرج المرتفع خلال خطاباته العامة ولقاءاته في الكرملين. وأضاف أنه شاهد بوتين «يستخدم فتح اليد بأسلوب البرج المرتفع إلى حد كبير خلال لقائه مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، حيث كان بوتين يبدو هادئاً وواثقاً بنفسه رافعاً راحتيه على شكل البرج المرتفع، وربما كان يفكر في حينه بصيد السمك».

وقال بيس إن بوتين لديه «قاعدة ذهبية أخرى» يستخدمها بنجاح في المحادثات المباشرة مع قادة العالم: فهو يهز رأسه قليلاً كعلامة موافقة مع الشخص الذي يتحدث معه. ويضيف «أظهرت الأبحاث أنه عندما تهز رأسك ثلاث مرات متعاقبة كعلامة الرضا أمام الشخص الذي يتحدث معك تجبره على الاستمرار في الحديث، وبالتالي فإنه يفهم أنك مهتم بحديثه».

من جهة أخرى، التقى الرئيس الروسي بوتين بداية الأسبوع الجاري بابا الفاتيكان، فرانسيس الأول، وعقد معه محادثات بشأن الصراع في سورية، بعد شهر من إرسال البابا رسالة غاضبة لبوتين ينتقد فيها فشل المجتمع الدولي في تأمين مزيد من المساعدة. وخلال هذه الزيارة تحدثت وسائل الإعلام الايطالية أن بوتين يمكن أن يعين رئيس الحكومة الايطالية السابق، سيلفيو بيرلسكوني، ممثلاً لروسيا لدى البابا، وبالتالي فإنه سيمنحه حصانة دبلوماسية.

ولم تتأكد حتى الآن هذه الادعاءات، ولكن من المعروف أنه ثمة صداقة قوية تربط بين بيرلسكوني وبوتين.