«الفنكوش» تتهمه الحكومة المصرية بالإضرار بالصحة. الإمارات اليوم

الحكومة المصرية تستريح من السياسة لتلاحق «الفنكوش الجنسي»

رغم حدة الأحداث السياسية وتتابعها الخاطف، خاضت الحكومة المصرية حرباً الأسبوع الماضي ضد نوع من الشوكولاتة المصنعة خارج المعامل الرسمية، وتردد انها تعطي صاحبها قوة جنسية غير عادية واسمها «الفنكوش». وتقدمت وزيرة الصحة، دكتورة مها الرباط، ببلاغ الى النائب العام ضد شوكولاتة (توب كول–الفنكوش)، التي انتشرت في كل محافظات مصر بشكل واسع الاشهر الماضية، منتهزة انشغال البلاد بالتطورات السياسية، بعد حملة اعلانية تلفزيونية وصحافية مكثفة، تنسب لـ«الفنكوش»، الذي لا يزيد سعره على جنيه مصري واحد، خصائص جنسية سحرية، وحذرت الرباط، التي أحالت الشوكولاتة الى «معامل الهيئة القومية للرقابة»، من تعاطيها، حيث تبين بعد التحليل احتواؤها على مواد شديدة الخطورة صحياً.

واقتبس مصنعو الشوكولاتة اسمها من فيلم انتجه رأفت الميهي عام 1984 بطولة عادل امام وميرفت امين، يحكي عن منتج وهمي استطاع دخول كل بيت بعد التخطيط لحملة اعلانية مفتعلة، ويوضح الفيلم كيفية امكانية خلق الاعلان لاحتياج كاذب عن سلعة متخيلة عبر الالحاح على المستهلك. وقال المخرج احمد يونس، الذي يعد برامج تلفزيونية ميدانية لـ«الإمارات اليوم»، انه «رصد اكثر من 20 صنفاً آخر من المنشطات الجنسية التي صنعت في بير السلم (المعامل غير الرسمية)، وتباع في سوق العتبة بأسعار زهيدة، بزعم امتلاكها قوة جنسية سحرية، لا احد يتابعها، وإنه من بينها، وهذا يحدث لأول مرة، منشطات جنسية نسائية، لكن مع هذا كان (الفنكوش) اكثر مبيعاً كونه رخيصاً جداً، وشوكولاتة، وكانت خطورته عبر وصوله الى الأطفال».

واعتبر يونس أن «فوضى سوق الباعة الجائلين، الذي خلق دولة داخل دولة في مصر، انتقل الآن الى مرحلة الخطورة». وقال عضو الجمعية الدولية للجراحات الجنسية دكتور نبيل امين، في تصريحات اعلامية إن «خطورة (الفنكوش) هي احتواؤها على جرعات غير مضبوطة من مادة السلدنافيلدسترات، التي تصيب عضلة القلب وتتسبب في الوفاة».

وقال رئيس لجنة الصحة العامة عصام رمضان، في بيان إن «شوكولاتة (الفنكوش) تصيب الكبد والكلى بأمراض خطرة»، واستبعد ان تكون صناعة محلية وقال إنه «يتم تهريبها من الصين والهند وإسرائيل، وإن وراءها اجهزة مخابراتية عالمية تستهدف تدمير شباب مصر».

وقال بائع متجول التقته «الإمارات اليوم» امام حديقة الحيوان بالجيزة، بعد ما تردد عن بيع الشوكولاتة بالحديقة، ان «شوكولاتة (الفنكوش) انتشرت اكثر مما قبل رغم حملات وزارة الصحة، وإنها تباع للصبية والمراهقين من الآلاف من رواد الحديقة، وذلك بسبب ضعف الرقابة، ورخص سعرها، وعدم تأثر بائع التجزئة اذا صودرت كميات منها».

من جهته، قال الفنان عادل امام في تصريحات نقلتها صحيفة القدس إنه «اصيب بنوبة من الضحك بسبب انتشار شوكولاتة (الفنكوش) مستغلة شهرة اسم فيلم واحدة بواحدة»، وتابع عادل امام ضاحكاً «لم اكن اتخيل يوماً ان يظهر اسم الفنكوش، الذي كان في الفيلم في منتج يباع فعلياً في الأسواق». وقال الصحافي المهتم بشؤون المراقبة الاعلامية ايمن حامد لـ«الإمارات اليوم»: ان «الرقابة الاخلاقية على الاعلانات اهم من الرقابة على الصحف أو البرامج. لأن الاعلان اصبح منتجا ثقافيا ينجذب اليه الكبير والصغير. والسماح بالحملة الاعلانية التي دخلت كل بيت عن شوكولاتة الفنكوش، وسكوتنا عليها هي بداية الكارثة، وبوابة كل الاخطار المستقبلية، كما ان الخيال والواقع بالمعنى السلبي اختلطا في مصر، بحيث لم يعد من الممكن التمييز بينهما».

الأكثر مشاركة