رغبة في تحقيق أهداف سياسية ودبلوماسية

بوتين يستخدم الكلاب للترحيب بنظرائه وترهيبهم

صورة

أحضر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كلبته «يومي» لدى استقباله، السبت الماضي، رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، الذي جاء لحضور مراسم افتتاح العاب سوتشي. وكان آبي قد جلب معه «يومي» التي تعني باللغة اليابانية «حلم» خلال زيارته الى روسيا في يوليو 2012، ليقدمها هدية إلى بوتين نيابة عن محافظ أكيتا، امتناناً له على مساعدته اليابان إبان الزلزال المدمر، وكان عمرها آنذاك ثلاثة أشهر.

ووقف بوتين وبجواره الكلبة يومي، التي أصبح الآن عمرها عامين تقريباً، خارج مبنى الرئاسة في انتظار وصول موكب آبي. وعند وصوله ربت آبي على الكلبة، وقال لها باللغة الروسية «كلبة جيدة»، ورد عليه بوتين قائلاً «نعم، لكنها تعض في بعض الأحيان».

بوتين معروف بحبه للكلاب، ويقتني أيضاً كلباً من فصيلة لابرادور أطلق عليه اسم «كوني»، وآخر بلجيكي من فصيلة شيبارد اسمه «بافي»، وهو هدية من نظيره البلغاري، بويكو بوريسوف، في نوفمبر 2010. وجلب بوتين معه الكلبة ليعكس للعالم أنه محب للحيوانات عموماً وللكلاب خصوصاً، بعد أن تعرض لانتقادات شديدة بسبب إبادته الكلاب الضالة في مدينة سوتشي.

أيضاً درج بوتين على احضار كلبه معه كلما التقى المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل في موسكو لترهيبها والحصول منها على تنازل خلال أي مفاوضات صعبة، مدركاً خوفها من الكلاب بسبب تعرضها لعضة كلب عندما كانت صغيرة.

وقدم لها ذات مرة هدية عبارة عن دمية كلب بالأبيض والأسود، ويقول دبلوماسيون ألمان انهم لا يستطيعون تفسير المغزى من وراء تلك الهدية. وفي يناير 2007، خلال قمة بين بوتين وميركل بشأن امدادات الطاقة، وعندما تعثرت المفاوضات جاء بوتين بكلبه «كوني»، ارتعبت المستشارة وربما تبعثرت أفكارها، وأصبحت في حيرة من أمرها، وعلق باللغة الروسية «الكلبة ستأكل الآن الصحافيين».

ويقدر نشطاء حقوق الحيوان أن ما بين 5000 و7000 كلب أبادتها سلطات سوتشي منذ بدء الإعداد للدورة الحالية، في مسعى لتنظيف المدينة منها، وهو رقم لا يؤكده أو ينفيه المسؤولون في المدينة.

وتعتبر الكلاب الضالة مشهداً مألوفاً في المدن الروسية، ومن الناحية التقليدية تعتبر جزءاً من ثقافة المدينة، وموضع ترحيب في كثير من المناطق الحضرية، وعلى سبيل المثال، عندما تعرض كلب ضال محبوب للطعن حتى الموت في شوارع موسكو عام 2001، روّع السكان وسارعوا في جمع أموال لبناء نصب تذكاري له.

ووفقاً للعقد المبرم مع الشركة، والذي حصلت صحيفة بوسطن غلوب على نسخة منه، استأجر المسؤولون في سوتشي شركة بسايا للقبض والتخلص من الكلاب الضالة، وأدلى صاحب الشركة، اليكسي سوروكين، بحديث الى «إيه بي سي نيوز»، وصف فيه عمله بأنه خدمة عامة، وأضاف «هذه الكلاب هي قمامة بيولوجية، دعونا نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية».

الملياردير الروسي، أوليغ دريباسكا، الذي استثمر أموالاً طائلة في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية، اكتشف طريقة جديدة تحفظ ماء وجه بوتين، وتساعده على اقامة العاب ناجحة، من خلال تمويل مأوى للكلاب الضالة في سوتشي.

هذه الخطوة أيضاً من شأنها أن تزيد من أرصدة ديريباسكا لدى بوتين، بعد أن كاد مصير هذه الكلاب أن يقوض آمال الرئيس الروسي في استخدام هذه الألعاب لتصوير روسيا على أنها دولة حديثة متسامحة.

وتتحدث البيطرية سونيا تيربياتكينا عن المعاملة التي تتعرض لها الكثير من الكلاب التي تجوب الشوارع، قائلة: «كنت ألاحظ الطعام المسموم على قارعة الطريق، إنه شيء مثير للاشمئزاز، إذ إن الكلاب تعاني ألماً فظيعاً قبل أن تموت».

وتعمل تيربياتكينا متطوعة في ملجأ الكلاب الذي يموله ديريباسكا قرب سوتشي. ويتسع الملجأ لنحو 40 كلباً في حظائر رئيسة، لكن المسؤولين في المدينة يعتقدون أن مثل هذه الحماية تقدم للحيوانات فرصة للحصول على مالك دائم.

 

 

 

 

تويتر