الكوريون الشماليون يعتبرون تماثيل زعمائهم كائنات حيّة

توفر تماثيل الشمع الخاصة بشخصيات العظماء في الصين وكوريا الشمالية، فرصة فريدة من نوعها للوقوف والتصوير بجانبها، كما يقول فنان تماثيل الشمع الشهير، الصيني تشانغ مولي، وحتى القادة لا يستطيعون مقاومة رغبة الوقوف لالتقاط الصور، بجانب تماثيل أسلافهم الشمعية، كما هي الحال في متحف الشمع العظيم في الصين، حيث يظهر نائب الرئيس الصيني، لي يوان تشاو، مع تمثال للزعيم الصيني الراحل تشوان لاي.

لكن الأمر يختلف في كوريا الشمالية، حيث تجد هذه التماثيل التقديس، لدرجة أن معظم كبار المسؤولين غير مسموح لهم الوقوف للتصوير بجانب تماثيل زعماء راحلين أمثال، كيم إيل سونغ، وكيم جونغ إيل. ويقول مولي إن «الناس يبكون عندما يشاهدون هذه التماثيل، لأنهم يعتقدون انها قريبة من الله، ويحترمون التمثال بالقدر الذي يحترمون به صاحبه نفسه، ولا يقتصر الأمر على انه مجرد فن جميل». حتى ان كبار المسؤولين يبتعدون مسافة متر ونصف المتر عن التمثال، ولا يستطيع احد ان يمسّ ملابس أو شعر التمثال.

ويمكن للناس التقاط الصور من نقطة واحدة فقط، بحيث تعكس الصورة الملتقطة على أفضل وجه كل الجوانب الجيدة في التمثال، ويجب عليهم التقاط صورة كاملة للتمثال وليس جزءاً منه.

بدأ مولي عمله في صناعة تماثيل الشمع لزعماء كوريا الشمالية، عام 1994، بعد وفاة الزعيم كيم إيل سونغ، عندما أعلن سفير كوريا الشمالية إلى الصين أن بلاده ترغب في تخليد زعيمها في ذلك الوقت كيم جونغ إيل في تمثال قبل وفاته. ويقول ان المسؤولين الكوريين قدموا إليه معلومات مفصلة ودقيقة عن الزعيم، وبعد الانتهاء من العمل تم نقل التمثال الى بيونغ يانغ، في موكب هائل مهيب يتبعه حراس يرتدون بذلات سوداء وقفازات بيضاء. ولم يتم عرض التمثال إلا بعد وفاة ايل عام 2011. وقرر ابنه الزعيم الحالي كيم جونغ أون، أن يكون لوالده ايضاً تمثال من الشمع. إلا أن البقع البنية على وجه كيم جونغ إيل كادت تفشل هذا المشروع، ويقول مولي إن هذه البقع تكاثرت على بشرته بعد ان طعن في السن، ويعتقد الكوريون الشماليون أنه لا ينبغي أن تظهر على تمثال الشمع اي من تلك البقع، واقترح مولي تخفيض تلك البقع في التمثال، وبعد جولات عدة من النقاش حول هذا الموضوع، أمر الزعيم الحالي، كيم جونغ أون، بعدم محو كل البقع، وتمت صياغة التمثال على هذا النحو.