كاميرون وأوباما استخدما المطاعم لخطب ودّ الناخبين

سياسيون في مطاعم شعبية وأماكن عامة لزيادة شعبيتهم

صورة

لوحظ في الآونة الأخيرة أن السياسيين والمسؤولين يرتادون على نحو متزايد المطاعم الشعبية، و الأماكن العامة لخطب ود الناخبين، من خلال تناولهم الطعام الشعبي زهيد الثمن. ويقول إعلاميون إن الهدف الأول والاخير، والسري والعلني، من كل هذه التحركات هو محاولة السياسيين زيادة شعبيتهم، وتعزيز صورتهم الإيجابية كأشخاص متواضعين، ذوي إحساس إنساني رفيع.

فقد التقطت أخيراً صور لرئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أثناء تناوله طعام الإفطار مع زوجته سامنثا، في مطعم ناندوز بمدينة بريستول جنوب غربي بريطانيا.

ويأتي ذلك امتداداً لسلسلة المواقف التي يحاول فيها العديد من الساسة البريطانيين، أن يتواصلوا مع الناخبين البريطانيين من خلال تناول الطعام في الأماكن العامة، ومنهم رئيس الوزراء السابق، توني بلير، ووزير الخزانة البريطاني، جورج أوزبورن، وزعيم حزب العمال البريطاني المعارض، إد ميليباند.

ويعتبر كاميرون أحد السياسيين الذين استخدموا تلك الطريقة، أخيراً، إذ جلس في مطعم برتغالي وتناول نصف دجاجة محشوة مع البطاطس، وشرب كأساً من الشراب.

وظهر أوزبورن قبل أشهر في صورة نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وهو يتناول البرغر أثناء وضعه اللمسات الأخيرة على تقرير عن مراجعة الإنفاق الحكومي. وتعرض أوزبورن بعد ذلك لتعليقات ساخرة، عندما اكتُشف أن كلفة البرغر الذي كان يتناوله عشرة جنيهات إسترلينية، وأنه كان من سلسلة مطاعم «بايرون» المتخصصة في بيع الهامبرغر، وليس من مطعم الوجبات الرخيصة والسريعة. وحاول الدفاع عن نفسه فردّ على التعليقات قائلاً: «إن ماكدونالدز لا يوصل الطلبات السريعة إلى هنا».

ولا يقل اهتمام زعماء المعارضة البريطانية بالطعام كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية عن اهتمام الحكومة، فقد توجه عدد من رموز المعارضة، من بينهم زعيم حزب العمال إد ميليباند، ووزير الخزانة في حكومة الظل، إد بولز، إلى فرع من فروع سلسلة مطاعم «غريغز» تعبيراً عن احتجاجهم على قرار فرض ضريبة القيمة المضافة على المعجنات ولفائف النقانق، وهو القرار الذي تم التراجع عنه في ما بعد.

ويعتبر تناول الطعام في الأماكن العامة بالنسبة للشخصيات السياسية من الأمور المثيرة للجدل في الولايات المتحدة أيضاً، فقد التقطت للرئيس الاميركي، باراك أوباما، صور عدة في مطاعم شعبية وأماكن عامة، منفرداً وحيداً، ومع زوجته، ميشال اوباما، في حالات أخرى. وظهر في بعض الصور وهو يتبادل اطراف الحديث مع الموظفين والعاملين، وهو يدفع فاتورته مع الإكرامية (البقشيش)، إضافة الى صور له مع كاميرون، وأخرى مع رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف في مطاعم شعبية مع العامة. كما كان عمدة نيويورك، بيل دو بلاسيو، محل انتقاد وسائل الإعلام الأميركية في يناير، عندما ظهر في صور أثناء تناوله البيتزا بالشوكة والسكين، بدلاً من تناولها بيده.

ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة إيست آنجيلا جون ستريت، إن اختيار رئيس الوزراء البريطاني للمطعم كان متعمداً، فأحياناً يتناول السياسيون الطعام الرخيص ليثبتوا لغيرهم أنهم أشخاص عاديون. وأضاف «تلك هي إحدى الطرق التي يلجأ إليها السياسيون ليظهروا أنهم أشخاص عاديون.

فكاميرون يمكنه تناول الطعام في أماكن تقدم الخدمة بأسعار أعلى بكثير من مطعم ناندوز، كما انه كان قد دعا الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أثناء زيارته بريطانيا إلى تناول الغداء في أحد الأماكن العامة البسيطة.

 

تويتر