ميليباند ينتقد غيره.. ويقع في الخطأ نفسه
لم يدرِ زعيم حزب العمال البريطاني المعارض إد ميليباند، أنه سيقع في الخطأ نفسه الذي انتقد القيادة البريطانية بشأنه، أسرع مما كان يتصور. ففي برنامج «آي تي» التلفزيوني «صباح الخير بريطانيا»، وصف ميليباند القيادة البريطانية بأنها تعيش في جزيرة معزولة عن الشعب، وأنها بعيدة عن واقع الناس العاديين، وأنه يشعر كأن «بريطانيا تدار من قبل ثلة من الأشخاص في الأعلى لا تنتمي الى الشعب». وادعى بأن حزبه سيجعل كلفة معيشة الناس العاديين ضمن أولوياته، وسيضعها نصب عينيه.
لكن يبدو أن ميليباند نفسه يعيش بعيداً عن الواقع الاجتماعي، فعندما وجه اليه البرنامج سؤالاً عن تقديراته لمعدل ما تنفقه الاسرة البريطانية على معيشتها في الأسبوع، التبس عليه، وحار في أمره، وتلعثم، وقال أخيراً «هذا يعتمد على المبلغ الذي تستطيع أن تنفقه الأسرة في هذا الخصوص»، إلا أن مقدمة البرنامج، سوزانا ريد، ضغطت عليه أكثر، عندما سألته عما ينفقه هو على مشترياته من البقوليات في الأسبوع، فتردد الزعيم العمالي قبل أن يجيب «ربما أنفق 70 أو 80 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع على الاقل على البقالة، وربما أكثر من ذلك».
فأوضحت إليه أن متوسط فاتورة الأسرة المكونة من أربعة أشخاص قد تزيد على 100 جنيه إسترليني، وأضافت أن «أفراد الشعب يعتقدون أن مشكلة السياسيين تتمثل في أنهم يتحدثون عن اشياء بعيدة عن الواقع. وأن الفاتورة هي في الواقع أعلى مما تحدثت عنه».
وأقر ميليباند أخيراً، بأنه ربما كان يدفع أعلى من ذلك، لكنه أضاف أنه يشعر بأن وضعه قد يسمح له بهذا الإنفاق العالي. وبعد أن اعترف ميليباند بأن تقديراته كانت خاطئة، ظهر في برنامج إذاعي مدعياً أنه كان يشير فقط الى «المتطلبات الأساسية للبقالة».
ووجدت هذه التعليقات ردود فعل غاضبة على «تويتر» من أفراد الشعب البريطاني، الذين تساءلوا ما إذا كان ميليباند بعيداً عن الواقع المعيشي، وما إذا كان لا يتسوق هو نفسه. وعلق أحد كبار حزب المحافظين على ذلك قائلاً، إن ميليباند «يمثل الكفاءة الاقتصادية القديمة نفسها في حزب العمال، التي تسببت في أكبر عجز اقتصادي عانته بريطانيا في فترة السلم، وإن حزب العمال ليس لديه خطة طويلة الأجل لإصلاح الاقتصاد، وإن ميليباند لا يستطيع حتى تقدير الأرقام التي تضمن له حنكته السياسية».
ليست هذه هي المرة الاولى التي يجد فيها السياسيون أنفسهم في موقف محرج عندما يطلب منهم تقديرات عن المعيشة اليومية للشعب، ففي عام 2012 انتقدت النائبة بحزب المحافظين، نادين دوريس، قيادة حزبها عندما وصفت رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ووزير الخزانة جورج أوزبورن، بأنهما «صبيان منعمان لا يعرفان سعر الحليب». وقال كاميرون في مقابلة حية العام الماضي، إن «رغيف الخبز يكلف جنيهاً في المتجر»، في الوقت الذي كان يكلف نحو 47 قرشاً فقط.
وتعرض نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ أيضاً للانتقاد، كونه بعيداً عن الواقع، عندما أخطأ بشأن متوسط ما تدفعه الحكومة راتباً تقاعدياً خلال برنامج تلفزيوني مباشر، إذ ذكر أن أجر المتقاعد أسبوعياً هو 30 جنيهاً، بينما المبلغ هو 90 جنيهاً بالنسبة للفرد و145 جنيهاً إسترلينياً للزوجين.