السيدة الهندية الأولى معلمة متقاعدة
في الوقت الذي تستعد الهند لتنصيب رئيس الوزراء الجديد نارندرا مودي، يتساءل الناس عن السيدة الهندية الأولى الجديدة، ويتشوقون لرؤية هذه المرأة المختفية في قريتها الوادعة، والتي ظلت تعيش داخلها منذ أن ابتعد عنها زوجها قبل 45 عاماً، ليمارس نشاطاً دينياً في منطقة نائية. جاشودابين مودي (62 عاماً) معلمة مدرسة ابتدائية متقاعدة، دخلت دائرة الضوء على نطاق الهند، بعد أن كشف مودي عن اسمها بعد سنوات من الصمت، خلال إقراره الانتخابي الشهر الماضي. ذهبت مرتين لتحج في جبال الهيمالايا خلال الأسابيع الاخيرة، حتى تتجنب تطفل الصحافيين، الذين احتشدوا خلف منزلها عديم النوافذ، الذي تقطنه مع شقيقها في ولاية غوجارات.
وبعد أن أدى مودي (63 عاماً) قسم اليمين رئيس وزراء جديداً، لأكبر ديمقراطية في العالم الاثنين الماضي، صارت السيدة مودي تحت حماية «مجموعة الحماية الخاصة»، المكلفة بحماية رئيس الوزراء، وأفراد عائلته المباشرين. وتحدث مصدر من الشرطة الى الصحافيين قائلاً، إن مجموعة الحماية الخاصة أجرت تحريات عامة عن السيدة جاشودابين. ويقول مسؤول أمني في نيودلهي إن جاشودابين ووالدة مودي البالغة من العمر 95 عاماً، تنعمان بتغطية أمنية عالية، وإن أياً منهما لا يحق لها أن ترفض ذلك، على الرغم من أن الحماية يمكن أن تختلف من شخص لآخر وفقاً لمفهوم التهديد. ويعتبر مودي أحد السياسيين الأكثر تمتعاً بالحراسة في الهند، إذ إنه في وقت سابق من هذا العام كان قد تلقى تحذيرات مفادها أن أعضاء جماعة المجاهدين الهنود، يخططون لاستهدافه في تجمع انتخابي.
وتقول عائلة جاشودابين إنها لم تكن على علم بأي خطط أمنية تستهدفها، ويقول شقيقها اشوك مودي، الذي يمتلك متجراً صغيراً في الجانب الأمامي من المنزل، إن شقيقته «تعيش حياة مليئة بالصلوات، وإنها لا تحتاج إلى أي حماية». ويضيف أن «كل ما تحتاجه هو أن تعود إلى زوجها مثلها مثل كل امرأة في مجتمعنا».
ويقول شقيقها الآخر كامليش، الذي يعيش على بعد مسافة قصيرة من منزلها، إنه سعيد لأن مودي اعترف في النهاية بزواجه بجاشودابين.
لم يتحدث مودي أبداً عن زوجته، لكن الأهل والأصدقاء يقولون إنهما متزوجان منذ أن كانا في سن المراهقة، بعد أن اتفق والداهما على ذلك وفقاً للتقاليد الهندية القديمة، والتي تراعيها على وجه الخصوص الأسر الفقيرة، الا أن مودي هجر منزله بعد فترة وجيزة من الزواج، ليعيش حياة التقشف والزهد، وفقاً للممارسات الدينية الهندوسية، فقد انضم إلى طائفة كبار القادة القوميين الهندوس، راشتريا سوايامسيفاك سانغ، التي تمارس حياة العزوبية وتركز على قضية بناء الأمة.
في مقابلة تلفزيونية نادرة مع قناة «غوجاراتي» الأسبوع الماضي، تحدثت جاشودابين أنه بعد زفافها مباشرة انشغل مودي بأنشطة راشتريا سوايامسيفاك سانغ في جميع أنحاء البلاد، واقترح عليها أن تعود إلى المنزل. وتضيف قائلة إنها عندما وصلت الى قرية فادناغر لتعيش مع أسرته، حسب التقاليد الهندية، نصحها بأن تواصل دراستها بدلاً من العيش داخل منزل الاسرة. وتقول إنها تركت منزل أصهارها من تلقاء نفسها، ولم يكن هناك أي خلاف بينها وبين زوجها. انخرط مودي بعد ذلك في خضم العمل السياسي، وابتعد عن عائلته، على عكس الكثير من السياسيين الآخرين، الذين ورثوا أبناءهم السياسة والسلطة.
وخلال الجولات الانتخابية الثلاث التي خاضها في ولاية غوجارات، حيث شغل منصب رئيس الوزراء الولائي، لم يسجل مودي اسم الزوجة في خانة استبيان الحالة الاجتماعية الخاص بالمرشحين، لكنه اضطر الى تسجيل اسمها في ما بعد خوفاً من ان يستغل منافسه هذه النقطة.