ليتيسيا أول ملكة إسبانية من الطبقة المتوسطة
لو أن الصحافية ليتيسيا أورتيز روكاسولانو لم تتزوج الأمير الإسباني فيليبي في 22 مايو عام 2004، لكانت ستمضي صباح الإثنين المقبل في إعداد الأخبار بنفسها، لكن الملك الذي تنازل عن عرشه هو والد زوجها. ولهذا فان الصحافية ليتيسيا لم تعد تعمل في تغطية الاخبار، لأنها اصبحت نفسها هي الخبر الذي يسعى الصحافيون من أجله.
ولكن الصورة التي ظهرت للسيدة ليتيسيا من تقارير إخبارية اخرى، تظهر ان لديها شخصية واثقة من نفسها بصورة متزايدة، اضافة الى عفوية أكبر مما يمكن رؤيته في العائلات الملكية. وتمتلك ليتيسيا نظرة الشخصية المنفتحة والنزيهة، الأمر الذي يجعلها الممثل الأفضل للطبقة المتوسطة.
وثمة عادات شخصية أخرى أدخلت لمسات الطبقة المتوسطة الى الملكية الإسبانية، تتمثل في أنه ليس من الصعب أن تجد الأميرة جالسة داخل إحدى دور السينما، التي تعرض النسخ الأصلية من الافلام الإسبانية، أو الذهاب الى الحفلات الموسيقية، أو حضور معارض الكتب السنوية، وهي ترتدي بنطلون الجينز. ولطالما حاولت ليتيسيا العيش حياة عادية، وكذلك عائلتها.
ودرست ليتيسيا (41 عاماً) الصحافة في إسبانيا، ومن ثم حصلت على شهادة الدكتوراه في الصحافة المطبوعة من جامعة في المكسيك. وكانت قد وصلت الى قمة حياتها المهنية عام 2003 عندما غطت أحداث 11 سبتمبر، وحرب العراق، وغرق ناقلة نفط شهيرة قبالة شاطئ غاليسيا. ولكن عندما التقت مع الامير فيليبي في حفل غداء في منزل أحد زملائها من الصحافيين، ومن ثم تزوجته، وتوقفت عن العمل في حقل الصحافة.
ولم يكن الأمير وحده هو الذي يفكر جدياً في النتائج المترتبة على الزواج من امرأة، تعتبر غريبة على الدوائر الارستقراطية، وانما كانت ليتيسيا نفسها ايضاً تفكر في ما يمكن أن تخسره أو تكسبه من القيام بهذه الخطوة. وكان الجميع يقولون إن زواج ليتيسيا والأمير مدفوع بالحب، وبالتأكيد فإن الصور التي تؤخذ للزوجين تظهر مدى العاطفة الجياشة بين الطرفين.
وخلال عقد من الزمن تعيّن على الأميرة أن تتعامل مع وفاة شقيقتها إريكا، وفضيحة فساد طالت أفراداً آخرين من العائلة الملكية. ولكن كانت هناك أيضاً ولادة طفلتيها ليونور وصوفيا. وتحاول ليتيسيا أن تعيش حياة طبيعية، حيث تقوم هي والأمير بنقل طفلتيهما الى المدرسة، ويأخذانهما إلى النوم. وتعيش الأميرة وعائلتها في منزل تم بناؤه عام 2000، ويعرف بأنه جناح الأمير، ويبدو أنهما سيواصلان الحياة في البيت نفسه حتى بعد تنصيبهما ملكاً وملكة.