رؤساء البرازيل يعشقون كرة القدم.. ويتطيّرون من الهزيمة
تزامناً مع استضافة البرازيل لكأس العالم، كشفت الرئيسة البرازيلية دلما روسيف، والمعروفة بصرامتها، عن جانبها المرح في ما يتعلق بكرة القدم. وعبرت عن «تطيرها» من الهزيمة، وحبها لـ«لعبة العروش». وتحدثت إلى الصحافيين الذين دعتهم إلى حفل غداء في منزلها الرئاسي بهذه المناسبة، قائلة إن البرازيليين يتطلعون إلى الفوز بكأس العالم للمرة السادسة، مثل المرشحين المتطلعين للفوز برئاسة البلاد، ثم أسرعت لتلمس قطعة من الخشب، في إشارة إلى «كف عين الحسود»، وأضافت قائلة «أنا مثل كل البرازيليين، يصيبنا التطير عند الحديث عن كرة القدم»، واعترفت بأنها ترتدي تعويذة سحرية لجلب الحظ للفريق الوطني، ولمساعدته على كسب المنافسة، وتعهدت بأن تجعل أصابعها متشابكة طوال فترة البطولة، وأقسمت بأنها إن فازت البرازيل بكأس العالم، فستخرج إلى الشارع للاحتفال بهذا النصر، مردفه بأنها تفضل أن تشاهد المباراة مثلها مثل أي مواطن برازيلي، وهي تتناول الجعة والشواء مع الأصدقاء.
ونادرا ما تتحدث روسيف علنا عن ماضيها، بوصفها عضواً في مجموعة حرب العصابات اليسارية خلال الديكتاتورية العسكرية، أو سجنها وتعذيبها من قبل النظام في ذلك الوقت، إلا أن هذه المناسبة الكروية أثارت ذكرياتها عن كأس العالم 1970، واعترفت بأنها كانت تؤيد فريق بلادها الفائز بالبطولة، على الرغم من أنها كانت سجينة سياسية في ذلك الوقت، وبررت ذلك بأن الفريق ينتمي إلى الأمة، وليس إلى الحكومة. والمعروف عن الرؤساء البرازيليين حبهم لكرة القدم، مثل حب شعبهم لها، ولعل من قبيل الصدف أن تتزامن كأس العالم، منذ 1994، مع العام نفسه الذي تجرى فيه الانتخابات الرئاسية في البلاد. وخلق هذا التزامن غير المقصود نوعا من التناغم التبادلي بين كرة القدم والسياسة، فقد أعقب فوز البرازيل بكأس العالم للمرة الرابعة، فوز فيرناندو هينريك كاردوسو برئاسة البلاد عام 1994. وتصادفت كأس العالم عام 2002 مع وصول الرئيس السابق، لويز أناسيو لولا دا سلفا، إلى القصر الرئاسي، وخلال حملته الرئاسية أخبر سلفا أحد مساعديه المقربين بأنه سيقيم ميدان كرة قدم في حديقة القصر الرئاسي. ونفذ سلفا وعده عندما جاء إلى القصر عام 2003، وخلال إجازات نهاية الاسبوع درج سلفا على لعب الكرة في هذا الميدان مع زواره في القصر.
سلفا ورونالدو
كانت كأس العالم 2006 في ألمانيا أول كأس تصادف رئاسة سلفا، وقبل أسبوع من أول مباراة للفريق البرازيلي، عقد سلفا مؤتمرا بالفيديو مع فريق بلاده لكي يطمئن عليهم، إلا أن الخطة الإعلامية لم تجرِ كما هو مخطط لها، وسأل سلفا مدرب الفريق، كارلوس ألبيرتو بيريرا «قرأنا في الصحف أن رونالدو بدين، فهل هو بدين بالفعل؟»، وطلب من المدرب الإجابة عن السؤال الذي يطرحه كل البرازيليين، ورد بيريرا «رونالدو قوي جدا، لكنه ليس ذلك الولد الصغير الذي اعتدنا رؤيته، وإنما تغيرت بنيته»، وعندما سمع رونالدو، الذي لم يكن مشاركا في المؤتمر، بما جرى بين الرئيس والمدرب، رد قائلا «مثلما قال الرئيس إنني بدين أكثر من اللازم، فأنا أقول إن الرئيس يحتسي الخمر أكثر من اللازم».