«التشفير» هو السبب.. وتل أبيب استغلت الموضوع لدس السم في العسل
مشاهدة كأس العالم على قنوات إسرائيلية تثير فتنة بين المصريين
تسبب لجوء عدد من المصريين لمشاهدة مباريات كأس العالم على قنوات إسرائيلية في تجاذبات بالشارعين الكروي والسياسي في مصر، ودخلت «رابطة النقاد الرياضيين» على الخط، فاتهمت المشاهدين لشاشات اسرائيلية بـ«التطبيع مع الكيان الصهيوني»، وزاد من اشتعال المعركة، دخول الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية في قلب القصة، حيث حيا المشاهدين المصريين على القنوات الاسرائيلية، كما قدم قاموساً عبريا يستهدف تحسين الخدمة المقدمة لديهم.
فقد شهدت مصر، على هامش مباريات كأس العالم، معركة جانبية على أرضها تتعلق بـ«شرعية» مشاهدة مباريات كأس العالم على قنوات اسرائيلية.
بدأت الأزمة باحتكار «بي ان سبورت» التابعة لقناة «الجزيرة» حق البث في افريقيا والشرق الأوسط، وعدم السماح بالحصول على إرسالها لغير المشتركين، حيث يبلغ الاشتراك للفرد الواحد 1000 جنيه مصري، الامر الذي دفع ملايين المشاهدين محدودي الدخل في مصر للبحث عن فرصة مجانية لمتابعة المباريات، بدأت بـ«الأوروبي»، ثم «الافريقي»، وانتهت بالقنوات الاسرائيلية، التي وصلت نسبة المشاهدة فيها بحسب مركز «بصيرة» لاستطلاع الرأي الى 9% من مجموع المتفرجين على كأس العالم.
وبعد ان تحول الأمر الى ظاهرة، أصدرت «رابطة النقاد الرياضيين المصرية»، والتي يرأسها الصحافي محمد شبانة، بياناً طالبت فيه جميع العرب بـ«عدم مشاهدة القنوات الصهيونية حتى لو كان الثمن الامتناع عن مشاهدة مباريات كأس العالم». وقال الناقد الرياضي خالد بيومي في تصريحات نشرتها صحف قاهرية عقب البيان: «إن مشاهدة القنوات الاسرائيلية يساوي التطبيع، وانه لو لم يكن هناك خيار سوى مشاهدة كأس العالم على قنوات اسرائيلية، فليذهب كأس العالم الى الجحيم».
وقال رئيس تحرير صحيفة «الدستور» السابق عضو نادي الزمالك، الصحافي هاني زايد لـ«الإمارات اليوم» معلقاً: «القصة ليست التطبيع بقدر ما أن الإعلام الإسرائيلي موجه الى حد لا يمكن تخيله، وقادر على دس السموم في العسل، وفي خلال الايام القليلة التي تابعنا فيها المباريات، قطع التلفزيون الاسرائيلي ارسال المباريات مرتين، في الاولى لدى اختطاف الاسرائيليين الثلاثة، وفي الثانية في واقعة قتل المستوطنين، وفي الحالتين ظل يبث مادة دعائية تعاطفية ومدروسة مع اهالي المختطفين وأصدقائهم، وبالتالي كشف عن أن المشاهدة لها فاتورتها الباهظة».
في المقابل، قال الناقد الرياضي في «الأهرام العربي»، علاء عزت، لـ«الإمارات اليوم» أن «قضية مشاهدة كأس العالم في قنوات اسرائيلية، تم تسييسها أكثر مما ينبغي. فالمواطن المصري محدود الدخل ذاهب ليتفرج على كرة، وهو يبحث عن مشاهدة غير مكلفة، وهو يذهب الى هذه القنوات محصناً، يفتح القنوات على وقت بث المباريات بالضبط، وغالباً لا يفتح الصوت لانه لا يفهم العبرية. فمن أين يأتي التأثير؟».
وتابع عزت «لاحظت ان معظم المصريين يتعاملون مع الامر بسخرية، وهناك رسم كاريكاتيري نشره موقع رياضي يعبر عن هذه الحالة، يتقمص فيه مشاهد دور الرئيس الراحل أنور السادات فيقول أنا مستعد للذهاب الى اخر الارض لمشاهدة كأس العالم». واستطرد عزت «أما بيان رابطة النقاد الرياضيين ضد التطبيع عبر المشاهدة لقنوات اسرائيلية فلم أفهمه، فالرابطة معنية بالنقاد وليس بالجمهور الذي ليس لها ولاية عليه».
على الطرف المقابل، استغلت الحكومة الاسرائيلية الجدل الدائر، فكتب أوفير جندلمان الناطق باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على صفحته على «فيس بوك»: «أسمع أن الكثير من معجبي كرة القدم في الجوار يشاهدون مباريات المونديال بالبث المباشر على القنوات الاسرائيلية، أهلاً وسهلاً بكم». ثم تطور موقف جندلمان فأصدر «قاموس عبري ــ عربي» مصغر على صفحته يضم مجموعة من المصطلحات الرياضية كتب تحتها: للأسف لم يتوافر تعليق بالعربية للمباريات الحالية، ولكني آمل أن يكون متوافراً في المونديال المقبل إن شاء الله».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news