عداء أزلي على خلفية طائفية
خارج مدينة بانغي كانت الشوارع مكتظة بالبشر، وكانت الشاحنات تحاول الانطلاق بسرعة حيث تبدو كأنها تنقذف نحو سلسلة من المنازل المصنوعة من الطين التي كان العديد منها متفحماً وبلا سقوف نتيجة هجمات المسيحيين ضد قرى المسلمين، وكان الرعاة، ومعظمهم من المسلمين أيضاً، ينقلون مواشيهم عبر المنطقة بين القرى الزراعية التي يقطنها المسيحيون والوثنيون ويتخللها بعض البلدات التي كان يعيش بها المسلمون الذين شكلوا طبقة التجار، وثمة توتر أزلي بين المسلمين وجيرانهم من المسيحيين، إذ إن المزارعين الفقراء يشعرون بالسخط إزاء جيرانهم التجار المسلمين الأكثر ثراء، ويشتكون من أن قطعان الماشية تضر بمحاصيلهم. ويتهم مربو الماشية المزارعين بسرقة الأبقار. وقامت قوات «سيليكا» بإحراق العديد من القرى، كما أطلقت النار بصورة عشوائية خلال انسحابها في يناير الماضي حسب ما ذكره الناجون من جحيم المقتلة التي تعرض لها المسلمون في إفريقيا الوسطى.
وجاء الآن دور ضحايا الأمس، أي المسيحيين والوثنيين، الذين هاجموا المنازل، والمساجد والمتاجر في الأسواق، ودفعوا المسلمين الى الهرب نحو الغابات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news