ماجدة لم تصدق ما قيل عن تجنيد الفنانات لخدمة أهداف الدولة. أرشيفية

ماجدة الصباحي اكتشفت تأجير شقتها للإسرائيليين من الصحافة المصرية

كشف السيد الحوراني، كاتب مذكرات الفنانة المصرية ماجدة الصباحي، لـ«الإمارات اليوم» أن الأخيرة عرفت بتأجير شقتها، الكائنة فوق سكن الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل، للمركز الثقافي الإسرائيلي، من الصحافة المصرية، بعد أن قام وكيل أعمالها بذلك من دون إعلامها، وأكد أن الصباحي رفعت قضية طرد على السفارة الإسرائيلية، وحصلت على حكم لم ينفذ، حيث تم إعلامها بأنه طبقاً للأعراف الدبلوماسية، فإن العمارة مقامة على أرض مصرية، لكن ما بداخل الشقة مجال إسرائيلي، ونوه الحوراني إلى أن الصباحي تعرضت لحملة صحافية، ربطت بتعسف وتعمد بين التحاقها بمدرسة يهودية في سنوات تعليمها الأولى، وواقعة تأجير شقتها، وأنه لا مجال للقول إنها كتبت مذكراتها للرد على ذلك، لأنها تنتمي إلى عائلة مسلمة معروفة، في ريف قويسنا بمحافظة المنوفية.

ونوه الحوراني إلى أن الصباحي تحدثت في المذكرات عن إيهاب نافع الذي عرفته كزوج، وليس عن نافع رجل المخابرات، الذي لعب دور العميل المزدوج مع الموساد ــ كما روى البعض ــ أو تزوج بأرملة رافت الهجان، وأنها لم تحب نافع ولم تعشقه، فانفصلت عنه بعد ثلاث سنوات، وأن الشيء الوحيد الذي ركزت عليه في الإشارة إلى علاقتهما، هو أن كثيراً مما ورد في مذكراته غير صحيح، وأنه كان شخصاً عادياً وخجولاً وطيباً، وتفسيرها لما رواه عن نفسه في المذكرات، بأن «الآخرين ضحكوا عليه». وقال الحوراني إن الصباحي وثقت أيضاً في الكتاب شهادتها عن قصة تجنيد صلاح نصر للفنانات، واستغلالهن جنسياً، في أغراض سياسية، واعتقادها بأن القصة كلها شائعة، فهي «لم يسع أحد لتجنيدها، كما أنها لا تعرف أحداً تم تجنيده»، وأنها بوصفها ابنة عائلة الصباحي «لا يستطيع صلاح نصر ولا غيره أن يقترب منها»، ونفت في المقابل اشتراكها في تظاهرة إحراق كتب اعتماد خورشيد، عن قصة تجنيد الفنانات، والتي اشترك فيها حمدي غيث وفريد شوقي، وشويكار ومحمود ياسين، ونوه الحوراني إلى أنه حذف من الكتاب 100 صفحة، تضم فصلاً عن الصراع بين ماجدة الصباحي والفنانة الراحلة فاتن حمامة بالوثائق، وأن الأولى تراجعت عن نشر الفصل، بعد أن تمت كتابته والانتهاء منه، باعتبار أن الخلاف كان حول تفاصيل انتهت مع الأيام، وأن وجدانها استقر على عدم نشر هذه التجاذبات في حياتها.

وكان مركز الأهرام للنشر قد أقام حفل توقيع «مذكرات ماجدة الصباحي»، أول من أمس، في معرض القاهرة للكتاب بمدينة نصر، وسط احتفاء جماهيري ملحوظ، وقد تضمنت المذكرات تفاصيل غير معروفة عن علاقة الصباحي بالرؤساء المصريين جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك، وعن علاقتها بالوسط الفني، ومشاهير الفنانين والمخرجين، أمثال زكي رستم، ورشدي اباظة، ورمسيس نجيب، وعزالدين ذو الفقار، وأثارت المذكرات سجالاً في الصحافة والإعلام المصريين.

وكشفت الصباحي في المذكرات انتماءها إلى عائلة سياسية بالمنوفية، حيث كان جدها عبدالرحمن باشا الصباحي، عضو مجلس شورى القوانين في عهد الخديو إسماعيل، كما روت عن تعلمها في مدرسة يهودية، واضطرار عائلتها لاحضار معلم لتحفيظها القرآن، بعد اكتشافهم تأثرها وتقليدها للصلوات اليهودية بفعل تأثير مدرستها.

وعن ظروف دخولها عالم الفن، أماطت الصباحي في المذكرات اللثام عن التحاقها المبكر بشكل سري بالتمثيل في سن السادسة عشرة، ثم اكتشاف أسرتها لاحقاً لذلك، وتصميم والدها على قتلها لهذا السببب، ثم اكتفاؤه بتطليق أمها وترك المنزل، وضرب شقيقها لها، ثم رفع أسرة الصباحي قضية على منتج فيلم «رحيق الشفق» سابو، ومخرجه سيف الدين شوكت، بتهمة استغلال فتاة قاصر، وتحول القصة برمتها إلى مادة إعلامية مثيرة على صفحات الصحف.

وتناولت المذكرات مواقف طريفة، منها خلط الفنان الراحل زكي رستم بين الخيال والواقع، حيث بلغ به الاندماج بإصابته بالغيرة على ماجدة، حين كان يلعب دور زوجها في فيلم «أنت عمري» ونهره لها، وتشاجره معها حين وجدها واقفة مع يحيى شاهين، واضطرارها لتذكيره بأنه «زوجها في الفيلم فقط»، ومنها إحباط الفنان الراحل رشدي اباظة، بعد رفض أسرة ماجدة الصباحي له كعريس لابنتهم، وإصراره على تكسير عظام إيهاب نافع حين تقدم لها، وتصميمه خاتمين ذهبيين باسمه وباسم ماجدة، حلماً بخطبتها.

وأفردت المذكرات مساحات واسعة للحدث الأهم في حياة ماجدة، وهو فيلم «جميلة بوحيرد»، حيث رصدت التأثير الاستثنائي للفيلم في الواقع المباشر، ونجاح الفيلم في وقف حكم الإعدام ضد جميلة، وتسببه في خروج عشرات التظاهرات من داخل دور السينما، في كل مكان عرض فيه، خصوصاً في القاهرة وبيروت، واجتذب قائد الثورة الجزائرية أحمد بن بيللا لحضور تصويره بنفسه، وأداء التحية العسكرية له في الاستوديو، فيما تعرضت بطلته ماجدة الصباحي لمحاولة اغتيال في بيروت.

الأكثر مشاركة