النكتة السياسية فقدت احد روادها. أرشيفية

رحيل «صاروخ النكتة» السياسية حمادة سلطان

وسط ظروف مأساوية صنعها تزاوج المرض وضيق ذات اليد، رحل عن عالمنا المونولوجيست، وصاحب أكبر رصيد نكت في العالم العربي، الفنان حمادة سلطان، أول من أمس، بعد رحلة علاجية في مستشفى الجلاء بالقاهرة، عن عمر ناهز الـ73 عاماً.

وقال أحمد شو، نجل المنولوجيست الراحل حمادة سلطان، إن الفقر هو المتسبب في وفاة والده، مشيراً إلى أن سلطان كان يحتاج إلى «حقنة» تكلف 5000 جنيه، موضحاًُ ان الراحل لم يكن لديه ثمنها.

وأكد شو في حديثه لبرنامج «العاشرة مساء»، الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، أن نقابة المهن الموسيقية تجاهلت علاج والده، ولم تكن تستجيب لطلباته، فيما استجابت الفنانتان إسعاد يونس وفيفي عبده، على الفور لنا، وساعدتانا في ثمن علاجه من جلطة في القلب.

تعود جذور سلطان الى قرية المحاميد، التابعة لمحافظة الأقصر بصعيد مصر، واسمه الحقيقي محمد محمد عبدالغني يعقوب، أما لقب سلطان فقد كان تيمناً بصديقه الراحل سلطان الجزار، الذي كان يقدم برنامج ساعة لقلبك في الإذاعة المصرية.

صعد نجم سلطان، الذي سمي «صاروخ النكتة» في الفترة مابين عام 1967 و1973، حيث اشتهر بإلقاء النكت خصوصاً السياسية في حفلات أضواء المدينة، وعلى جبهة القتال اثناء حرب الاستنزاف، وفي فترة صعبة في التاريخ العربي، واعتبر محللون ان صعوده والسماح له بالظهور، كان دافعه قراراً سياسياً، لرفع الحالة المعنوية، ولتخفيف حالة الاحتقان عند الجماهير المصرية والعربية. وقال الناقد والصحافي الفني هشام لاشين، لـ«الإمارات اليوم»، «إن موقف حمادة سلطان من النكتة السياسية كشف الدور الذي يمكن ان يلعبه هذا الفن الساخر البسيط في تغيير مجري حياة الشعوب، لو تم توظيفه بشكل صحيح».

وتابع لاشين «أن أشهر الحكايات المعروفة حول ذلك ما حدث في اعقاب حرب 6 أكتوبر 1973، عندما أحيا الراحل حفل زفاف أحد أفراد عائلة المشير أحمد إسماعيل، وزير الدفاع الأسبق، بحضور السادات، عندما ألقى نكتة قال فيها: (مرة واحد بيلعب شطرنج.. العسكري رفض يتحرك إلا لما يأخذ شلن)، فلفتت هذه النكتة أنظار القيادة، وتسببت في رفع أجر المجندين وقتها، حسب روايات عدة».

وتابع لاشين ان سلطان واصل عبر نكاته مسيرة إسماعيل ياسين، وثريا حلمي وشكوكو، وسيد الملاح وغيرهم، في توظيف الفن لأهداف وطنية.

وقالت الصحافية مريم البليني، لـ«الإمارات اليوم» ان سلطان كان يحترم النسيج الوطني، لذلك غير لازمته المعروفة، مرة واحد صعيدي في نكاته، إلى مرة واحد بلدياتنا، بعد أن تحسّس من استقبالها رغم حسن نيته.

الأكثر مشاركة