الأرامل يتحملن أعباءً كبيرة من أجل العيش
يكافح العديد من الأرامل في الكونغو الديمقراطية، اللواتي قتل أزواجهن خلال المعارك مع المتمردين، من أجل الحصول على مرتبات أزواجهن. ومن حيث المبدأ، فإن أرامل الجنود الكونغوليين مخولات بالحصول على التعويضات من قبل الحكومة، استناداً إلى الرواتب التي كان يحصل عليها أزواجهن الراحلون. وتعمل منظمة «مونوسكو» التابعة للأمم المتحدة على تقديم المساعدة لهؤلاء الأرامل، للحصول على تعويضاتهن.
ولا يدرك معظم هؤلاء النساء، أنه للحصول على التعويض المناسب، يتوجب عليهن اثبات أن زواجهن كان رسمياً ومعترفاً به، للحصول على التعويض. وكان بعض هؤلاء النساء يعتقدن أن العيش لبضع سنوات مع أحد هؤلاء الجنود، جعلها زوجة له وتستحق التعويض. ولكن المتحدث باسم الجيش الكونغولي، أولفير هامولي، قال إن الحكاية مختلفة تماماً، حيث أكد أن الجيش يعترف فقط بحالات الزواج المعترف بها من قبل المجتمع والسلطات الرسمية، الأمر الذي يعني أنه ليس جميع الأرامل يمكنهن الحصول على التعويض المالي من الجيش. وقال المتحدث باسم الجيش الكونغولي إن الأرامل يمكن أن يحصلن على التعويض، اذا كنّ يمتلكن أوراقاً نظامية تؤكد زواجهن رسمياً.
وتوصي «مونوسكو» بالزواج المدني لكلا المدنيين والعسكريين، لأنه سيقدم فرصة أفضل للدفاع عن الحقوق بموجب القانون الكونغولي، خصوصاً عندما تصبح النساء أرامل.
وحسب العديد من الناشطين فإن معظم النساء الكونغوليات جاهلات بالقانون، او عاجزات عن الدفاع عن حقوقهن في المحكمة، وبناء عليه يتم طرد العديد من الأرامل من منازلهن، من قبل أقارب أزواجهن. ومن دون وجود أية ممتلكات سيكون من الصعب عليهن الحصول على أية قروض، وأحياناً يضطررن إلى القبول بأكثر الأعمال مهانة، وربما صعوبة. وحسب ما ذكرته منظمة «مونوسكو»، ففي مدينة بوكوفو، كبرى مدن إقليم كيفو الجنوبي، فإن جميع الحمالين الذين يحملون أكياس القمح والمنتجات الأخرى، التي يبلغ وزنها 100 كيلوغرام، من الميناء إلى السوق، هنّ من الأرامل عادة، وهو أكثر الأعمال مشقة، كما ذكرت المنظمة، ومع ذلك فإن هؤلاء النسوة مضطرات إلى القيام به بسبب الحاجة، وعدم وجود خيارات أخرى.