اعتراضها على انتقال أهالي المنطقة إلى المقطم عبر برنامج تلفزيوني يثير موجة من السخط
هند عاكف تعتبر اتهامها بالعنصرية ضد «منشية ناصر» أزمة مفتعلة
شن سياسيون وحقوقييون، اعتبروا أنفسهم ناطقين باسم منشية ناصر والدويقة، هجوماً على الفنانة الدكتورة هند عاكف، بعد أن رفضت عاكف في حلقة تلفزيونية انتقال سكان الدويقة وناصر (الموصوفة بأنها عشوائية) إلى حي المقطم (الموصوف بأنه أرستقراطي)، مؤكدة أن سكان المقطم «خائفون من الانتقال»، ووصفت أصوات في ناصر والدويقة بـ«العنصرية»، لكن عاكف أكدت في تصريحات خاصة لـ«الإمارات اليوم» وفي بيان لاحق، احترامها لأهل الدويقة وناصر، ووجود أطراف من مصلحتها تصعيد الأزمة.
وكانت الأزمة قد بدأت باستضافة الفنانة هند عاكف في برنامج «أسرار من تحت الكوبري» للإعلامي طوني خليفة، إذ أبدت فيه اعتراضها على انتقال سكان من منشية ناصر والدويقة (يبلغ سكانهما مليوناً و300 ألف نسمة) إلى وحدات سكانية في المقطم، مؤكدة أنها بموقفها هذا تعبر عن الشريحة الأوسع من سكان المقطم، وأن هذه الوحدات يجب أن تخصص لأهل المقطم، من باب أن «جحا أولى بلحم ثوره».
الجدير بالذكر أن منشية ناصر والدويقة معروفتان بتدني مستواهما الاقتصادي، ويتم تعريفهما بالأحياء الأكثر فقراً في القاهرة، وبافتقارهما إلى الخدمات الأساسية كالصرف ومياه الشرب، كما أن إحداهما شهدت مقتل 100 شخص بانهيار صخرة في 2006، وتالياً ارتفاع مستوى الجريمة بهما، بينما يعرف حي المقطم في مناطقه الأساسية (الأمامية والوسطى) بارتفاع مستواه الاقتصادي.
فمن جانبه، شن نائب رئيس مجلس أمناء المركز المصري لحقوق الإنسان، المهندس داكر عبداللاه، هجوماً على عاكف، وقال إن «اتهاماتها لأهالي الدويقة ومنشية ناصر بالبلطجة وتجارة المخدرات وعدم جدارتهم للمعيشة بحي المقطم، غير مقبولة شكلاً وموضوعاً، لأن منشية ناصر من أبنائها رجال أعمال، وفنانون ورياضيون، وضباط، ومهندسون، وأطباء، وكل طوائف المجتمع، حالها حال أي حي ومدينة في مصر».
وتابع داكر أن «تصريحات عاكف تنم عن نوع من العنصرية الطبقية، وهذا غير مقبول، لأنها تعتبر سكان الدويقة ومنشية ناصر طبقة دنيا في المجتمع، ولا ينبغي أن يتم نقلهم للسكن بحي المقطم، في حين أننا جميعاً مصريون متساوون في الحقوق والواجبات».
وأوضح داكر أن «المجلس المصري لحقوق الإنسان سيقوم برفع دعوى قضائية ضد الممثلة عاكف، لما بدر منها هي والضيف الآخر في برنامج (أسرار من تحت الكوبري) مع الإعلامي طوني خليفة، بحق سكان الدويقة ومنشية ناصر، واتهامهم بتجارة المخدرات والبلطجة، وغير ذلك».
بدوره، قال عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة منشية ناصر، حيدر بغدادي إنه «سيتم رفع دعوى قضائية ضد معد برنامج (أسرار من تحت الكوبري) والممثلة هند عاكف، لما بدر منهما من سب وقذف وإهانة لأهالي منشية ناصر والدويقة». وأضاف أن أهالي منشية ناصر سيعقدون مؤتمراً موسعاً الأسبوع المقبل، ويتم دعوة رئيس الحي وكبار المنطقة وعقلائها، للرد على اتهامات هند عاكف، وسيحضر المؤتمر عدد كبير من الشخصيات العامة بمنشية ناصر.
من جانبها، قالت الفنانة هند عاكف لـ«الإمارات اليوم»: «إنني منذ عرض الحلقة وهذه هي الصحيفة الوحيدة التي قررت أن أتحدث عبرها، وأختصر كلامي في ثلاثة محاور أساسية: إن ما تحدثت به بشأن الدويقة وناصر هو شأن عام وليس شخصياً، وليس لي خصومة مع أحد، وأنا عبرت عما يقوله أهل المقطم من حولي وليس عن رأيي وحدي، كما أن هذا هو موقف هند عاكف السياسية والمرشحة البرلمانية والمنخرطة في الشأن العام، وليس عاكف الفنانة، أما المحور الثاني، فإنني أحترم الآخر بلا حدود، وأحترم أهلنا في الدويقة وناصر، وأخيراً فإنني لم أتلق أي إنذارات بقضايا، وتالياً لن أعلق على كل التصريحات الاعلامية القائلة بهجمات سياسية أو حقوقية ضدي».
وأشارت عاكف إلى ما ذكرته في بيان توضيحي عقب الحلقة من أن «اللغط وسوء التفاهم أديا إلى إحداث احتقان شديد ومفتعل، ليس له أي أساس من الصحة بين السادة الاخوة والأشقاء من أهالي منشية ناصر والدويقة، خصوصاً مع ظهور بعض الشخصيات التي تحاول بث سمومها وإثارة الفتن بين أهالي المقطم وأهالي منشية ناصر والدويقة».
واستطردت أن كل هذا يدفع للتساؤل عن «الأسباب الحقيقية لنقل قطاع كبير من أهالي الدويقة وترك أراضيهم على الرغم من بعدها عن مناطق الخطر التي أعلنت عنها الحكومة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news