رئيس الإكوادور يطالب شعبه باحترامه وتقديره

وجد رئيس الإكوادور، رافاييل كوريا، نفسه مجدداً في معركة مع وسائل الإعلام المحلية، بعد ظهور تقارير صحافية تزعم أن هذا الزعيم اليساري تعامل «بخشونة» مع شاب ازدرى موكبه أثناء مروره أمامه. ووقع هذا الحادث في الأول من هذا الشهر، عندما أشار شاب في الـ17 من عمره بإبهامه إلى اسفل، عند مرور موكب الرئيس أمامه، كناية عن عدم تأييده له.

ووفقاً لما رواه الشاب، فإن الموكب سرعان ما توقف، وخرج كوريا مسرعاً من إحدى السيارات قائلاً له بلهجة غاضبة: «تعلم أن تحترم الآخرين أيها الشقي المدلل، أنا رئيسك». ويضيف الشاب بأن حرس الرئيس قد أمسكوا به من تلابيبه، قبل أن يصل إليه الرئيس شخصياً، ويقول «وضعوني في سيارة الشرطة مخفوراً بعدد كبير من الضباط، وكأنني أحد المجرمين».

وعندما نشرت وسائل الإعلام رواية هذا الشاب، اشتاط الرئيس غضباً، واختصم الصحف والمحررين ورسامي الكاريكاتير أمام المحاكم لانتقادهم إدارته. وكتب في حسابه على «تويتر»، الاثنين الماضي «عودتنا الصحافة الفاسدة أنها كثيراً ما تلجأ لمثل أساليب الانتقاد هذه، من دون أن تأخذ في الاعتبار رواية الجانب الآخر، وادعت أنني أخذت بتلابيب الصبي لإشاراته المسيئة، وأن عيني اغرورقتا بدموع الغضب، الأمر كله كان كذبة كبيرة».

وفي ما بعد نشر المكتب الإعلامي للرئيس شريط فيديو يظهر فيه الرئيس وهو خارج من سيارته ومقترباً من الصبي، لكن يبدو أن الفيديو خضع للتحرير وحذفت منه بعض المشاهد والأصوات، لكي لا يسمع من يشاهدونه المجادلة التي تمت بين الرئيس والصبي.

ومع ذلك، يبدو أن الصوت كان واضحاً في الفيديو، عندما بدأت والدة الصبي تضرب ضباط الشرطة، وتسبهم وتصرخ فيهم، بعدما حاولوا تهدئتها أثناء اعتقال ابنها.

وفي بيان علني، حاول من خلاله المكتب الإعلامي للرئيس إطلاق رسالة أخلاقية، جاء فيه «إن أولياء الأمور يتفقون معنا أنه لا ينبغي أن يسيء أبناؤهم لمعلميهم، أو مسؤولي الدولة، أو حتى للمواطنين العاديين»، ويمضي البيان قائلاً «خرج الرئيس كوريا بالفعل من سيارته، وكونه مواطناً عادياً وزوجاً ورئيساً فإنه وبخ الفتى على أفعاله، وسأله عن سبب إتيانه بتلك الأفعال، ولماذا يسيء إلى الرئيس»، وفي الوقت نفسه، اعتذر الفتى عن تصرفاته عندما وجد نفسه موضوعاً لجدل مستفيض في وسائل الإعلام، ولزم الصمت بعد ذلك.

وخلال محاكمة قصيرة هذا الأسبوع، صدر على الفتى حكم بالسجن لفترة تراوح بين 15 و30 يوماً لإهانته الرئيس، إلا أن المحكمة أطلقت سراحه كونه حدثاً، بعدما خففت عقوبته إلى 20 ساعة من العمل المجتمعي.

واعتاد كوريا على مر السنين مقاضاة الصحافيين ورسامي الكاريكاتير ورؤساء تحرير الصحف أمام المحاكم بسبب انتقاداتهم لإدارته. ففي عام 2011 فر العديد من المحررين وأحد كتاب الأعمدة العاملين بصحيفة «اليونيفيرسو» إلى خارج البلاد، بعد أمر الرئيس باعتقالهم لـ«الضرر المعنوي» الذي تسببوا له فيه. واعتاد أيضاً أن يصف المتظاهرين بـ«البلهاء» و«المتكبرين» «ومثيري الكراهية».

الأكثر مشاركة