الرئيس المصري السابق كان منبهراً بصوت وتواشيح الشيخ سيد
ابتهال «مولاي إني ببابك» جمع النقشبندي وحمدي بأمر من السادات
كشف مبدعون مصريون، في ذكرى مقدم شهر رمضان الكريم، عن كواليس جديدة تتعلق بابتهال «مولاي إني ببابك» الشهير لسيد النقشبندي، الذي تم اخراجه للمستمع العربي بطلب من الرئيس الراحل أنور السادات، الذي انبهر بتواشيح النقشبندي بشكل غير عادي، وطلب بناء على هذا الاعجاب، أن يتم جمعه بالموسيقار الموهوب الراحل بليغ حمدي في عمل واحد، بالرغم من أن كثيرين وقتها اعتبروا الجمع بين الابتهالات التي تستمد جمالياتها من روحانيتها الخاصة، والموسيقى المعزوفة التي تخضع لقواعد، تجربة غير مأمونة العواقب.
وقال الصحافي والناقد الفني هشام لاشين لـ«الإمارات اليوم» معلقاً: «مع أحداث حرب 1973 التي وقعت في رمضان 1393 هجرية، ظهر صوت النقشبندي في أيام رمضان، وهو ينشد ويبتهل ويدعو للجنود الذين يحاربون على الجبهة».
تكريم جدير بالذكر أن سيد النقشبندي توفي إثر نوبة قلبية في 14 فبراير 1976. وكرّمه السادات عام 1979 بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته. كما كرمه الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1989 بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته أيضاً. |
وتابع لاشين «أن الفضل فى هذا التعاون والالتقاء بين العبقريتين النقشبندي وبليغ حمدي، يرجع إلى الرئيس الراحل أنور السادات، الذي بدأت علاقته في وقت مبكر مع الشيخ النقشبندي، حين كان رئيساً لمجلس الأمة، وقبل أن يصبح رئيساً للجمهورية، عن طريق الدكتور محمود جامع أحد أصدقاء السادات المقربين. وقد كان السادات عاشقاً للإنشاد الديني، وكان النقشبندي قد اكتسب شهرة واسعة في سوهاج، حيث عاشت أسرته، وفي طنطا التي انتقل إليها لاحقاً.
من جهته، كشف الشاعر والكاتب والمؤرخ الفني مصطفى الضمراني، في شهادة نشرها الأسبوع الماضي، أول مرة، عن جوانب جديدة في لقاء العملاقين (النقشبندي وبليغ)، حيث ذكر دور المصادفة في اللقاء، حيث «كان مراقب الموسيقى في الاذاعة وجدي الحكيم ضيفاً في عرس بنت السادات، وكان بليغ حمدي أيضاً ضمن المدعوين، فإذا بالسادات يقول للنقشبندي أمام الحضور (أنا عايز أسمعك من بليغ)، ويكلف وجدي الحكيم بإتمام المهمة».
وقال الضمراني الحائز جائزة الدولة لكتابه «حكايات الأغاني» في شهادته، «إن بليغ رحب بالفكرة، لكن النقشبندي تردد واعتذر، معللاً ذلك بأنه يريد أن يبقى في مكانه مبتهلاً، ولا يدخل عالم الغناء، لكنه لم يبلغ ذلك للحكيم، واستلم الكلمات من الشاعر عبدالفتاح مصطفى، وجهز الاستوديو 46، ثم طلب من النقشبندي أن يتركهما ويجرب الأمر نصف ساعة، فإن لم يعجبه انصرف، وكانت المفاجأة أنه لدى عودته وجده في انسجام تام».
وقال لاشين إن وجدي الحكيم الذي توفي العام الماضي، روى تفاصيل انتقال النقشبندي من رفض التعاون مع بليغ الى قبوله، في حديث ممتع ورد في مذكراته، فقال إن النقشبندي قال في البداية: «ما ينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة، على آخر الزمن يا وجدي هاغني!»، لكن «اتفقنا أن أدخل عليهما بعد نصف ساعة، فإذا وجدت النقشبندي خلع عمامته، فإن هذا يعني أنه أعجب بألحان بليغ، وإن وجدته مازال يرتديها فيعني ذلك أنها لم تعجبه، وأتحجج بأن هناك عطلاً في الاستديو، لأنهي اللقاء ونفكر بعدها في كيفية الاعتذار لبليغ: وعندما دخلت فإذا بالنقشبندي قد خلع العمامة والجبة والقفطان. وقال لي: (يا وجدي بليغ ده جن)».
وتابع لاشين «في هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين (مولاي إني ببابك) وكانت بداية التعاون بين بليغ والنقشبندي، أسفر بعد ذلك عن أعمال وابتهالات عدة، هي: (أشرق المعصوم)، (أقول أمتي)، (أي سلوى وعزاء)، (أنغام الروح)، (رباه يا من أناجي)، (ربنا إنا جنودك)، (يارب أنا أمة)، (يا ليلة في الدهر)، (ليلة القدر)، (دار الأرقم)، (إخوة الحق)، (أيها الساهر)، (ذكرى بدر)».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news