أوباما يعكس للعالم سماحة المجتمع المسلم ومثابرة أفراده
استضاف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مجموعة من المسلمين لتناول إفطار رمضان في البيت الأبيض، الاثنين الماضي، وتعتبر دعوة إفطار رمضان تقليداً سنوياً درج عليه البيت الأبيض منذ عهد الرئيس السابق، بيل كلينتون، بناء على طلب من زوجته السيدة الأولى في ذلك الوقت، هيلاري كلينتون، ثم من بعده الرئيس السابق جورج دبليو بوش. وكان أول من بدأ هذا التقليد في البلاد الرئيس الأميركي، توماس جيفرسون عام 1805. ورحب أوباما بضيوفه قائلاً انه يحس بأن الشعب الأميركي جميعه أسرة واحدة .
ودعا البيت الأبيض بعض من الشباب الأميركي المسلم، الذين يعتبرهم أوباما مثالاً لما يجب أن يكون عليه المواطن الأميركي في بيئة متعددة الثقافات، ومن بين هؤلاء الشباب سمانثا العوف، الشابة الأميركية المسلمة، التي ذهبت إلى المحكمة العليا للدفاع عن حقها في ارتداء الحجاب، فقد تقدمت العوف عام 2008 إلى وظيفة مندوبة مبيعات، حينما كانت في الـ17 من عمرها في تولسا، بأوكلاهوما، إلا أن لجنة المعاينة رفضتها بسبب ارتدائها الحجاب. وقال عنها أوباما اثناء الإفطار «إنها كانت مصممة على الدفاع عن حقها في ارتداء الحجاب، وأن تحصل على الفرص نفسها التي يحصل عليها أي شخص آخر، فذهبت إلى المحكمة العليا، وهي الخطوة التي لم يستطع الكثيرون في سنّها اتخاذها، في إشارة إلى تصميمها، لتستطيع في نهاية الأمر الانتصار لقضيتها».
هناك ايضاً شابتان مسلمتان من بين الحضور، قدمتا مثالاً رائعاً للمثابرة في الحياة، هما منيرة خلف، وقادرة محمد، من ولاية مينيسوتا، جلستا ايضاً على طاولة أوباما، حيث حصلت خلف على درجة متميزة من التفوق، جعلت ثماني جامعات أميركية توافق على قَبولها للدراسة لديها، ومن بينها جامعات هارفارد، وكولومبيا، وكورنيل، وحصلت على هذه المرتبة نتيجةً للجهود الاجتماعية وخِدمات المجتمع، والأنشطة الطلابية المتنوعة التي يَفتخر بها سِجِل نشاطاتها كطالبة متميزة، ولم تَحسِم بعد اختيار الجامعة التي ستَنضم إليها. أما قادرة، التي تعود أصولها إلى الصومال، فتعتبر أول ضابط شرطة أميركي ترتدي الحجاب بعد تخرجها في جامعة القديس بولس.
وتحدث أوباما خلال الإفطار عن الطلاب المسلمين الثلاثة، الذين قتلوا في فبراير في تشابل هيل بنورث كارولاينا، والزنوج الثمانية الذين قتلوا في كنيسة تشارلستون الأسبوع الماضي في ثاوث كارولينا. وقال «بوصفنا أميركيين، فإننا نلتزم بألا نستهدف أي شخص بسبب انتمائه، أو لونه، أو ما يحبه، أو ما يعبده، وإننا نقف متحدين ضد هذه الأعمال البغيضة».
وحثّ أوباما جميع الأميركيين على رفض «أولئك الذين يسعون إلى تقسيمنا على أساس الدين أو العرق أو الطائفة»، وحكى قصة طريفة في أريزونا، حيث دعا إمام مسجد مجموعة من المحتجين لصلاة العشاء، ويقول أوباما إن أحد المحتجين والذي قبل الدعوة شرح لاحقاً ان تلك التجربة غيرته بالكامل، لأنه تعرف إلى المجتمع الأميركي المسلم على طبيعته، وأدرك انه مجتمع مسالم ويرحب بالجميع، «وهذا ما يمكن ان نكتشفه لدى الآخرين، عندما نتوقف عن الزعيق ونستمع للآخر». وحضر حفل الإفطار دبلوماسيون يمثلون العالم الإسلامي، وأمّ المكان نحو 150 ضيفاً، من بينهم بعض أعضاء الكونغرس.