ضريحه هو المَعْلم الأول في بوابة القاهرة القديمة
«الذوق لم يبرح مصر» حكاية تتردد في القاهرة كل رمضان
هناك عبارة شائعة في الشارع المصري، يقولها ويسمعها كل الناس، ولا يعرفون معناها، وهي «الذوق ما مشيش من مصر»، التي تعني بالفصحى «أن الذوق لم يغادر مصر»، وهي عبارة لها تاريخ وذكرى ومكان تحتله بشكل بارز في مدخل قاهرة المعز.
حسن الذوق ينتمي إلى طائفة الناس الطيبين والصالحين من غير العلماء، مثل سيدي عبدالرحيم القنائي، أو أبوالحسن الشاذلي، وهو طبقاً للسيرة الشعبية، كان ينوي مغادرة البلاد في الزمن الفاطمي، ولما توفي كان في هذا المكان فدفن فيه، فخرجت العبارة الشعبية «الذوق ما خرجش من مصر». |
فعلى مدخل «شارع المعز» باني القاهرة، وقبل أن تبدأ رحلتك مع الشارع الذي يتضمن أهم معالم القاهرة المملوكية والفاطمية، تجد زاوية «سيدي حسن الذوق»، الذي لا يحتل مساحة واسعة، لكنه يتصدر مكاناً استراتيجياً، حيث هو المَعلم الأول في بوابة القاهرة القديمة.
الزاوية مكان صغير جداً لا يزيد على مترين أو مترين ونصف المتر طولاً، وربما اقل منهما ارتفاعاً، ويتم النزول إليه بسبع درجات، وأمامه قبو خفيف من بوابة النصر، يضم قبر رجل اسمه «حسن الذوق»، وعليه قبة خضراء وباب خشبي مكتوب عليه بخط لا يكاد يُرى بالعين المجردة، ضريح «سيدي الذوق».
«الإمارات اليوم» استطلعت رأي الباحث الأثري والتاريخي، صابر نايل، عن شخصية الرجل، فقال «إن حسن الذوق ينتمي الى طائفة الناس الطيبين والصالحين من غير العلماء، مثل سيدي عبدالرحيم القنائي، أو أبوالحسن الشاذلي، وهو طبقاً للسيرة الشعبية، كان ينتوي مغادرة البلاد في الزمن الفاطمي، ولما توفي كان قد اقترب من هذا المكان فدفن فيه، فخرجت العبارة الشعبية «الذوق ما خرجش من مصر».
الإعلامى جمال الشاعر، أحد أبناء الجمالية ومدير مؤسسة «بيت الشاعر» المعنية بشؤون الثقافة والآثار، ردد كلاماً مشابهاً في تصريحات صحافية حيث قال «صاحب الضريح كان شخصاً مبروكاً، لكنه سئم الحياة في البلاد، وكان يرغب في تركها، وفعلاً قرر الرحيل، لكن قبل ان يخرج من باب النصر مات، فأنشأوا الضريح في المكان نفسه الذي توفي فيه». وتابع الشاعر إلا أن هناك مثلاً شعبياً مأخوذاً عن قصته: «الناس بعدها بقت تقول»، «الذوق ممشيش من مصر»، وكان قصدهم على «حسن الذوق» صاحب الضريح، «لكن بعد ذلك انتشر المثل وراح يتردد على الألسنة بقصد أن الذوق بمعنى حسن التعامل والأخلاق، لايزال موجوداً في بلدنا، وظل (حسن الذوق) مغموراً لا يعرف احد عنه شيئاً». وتابع «يوجد عدد غير قليل من الأضرحة في مصر، ليست لدراويش أو مشايخ، ولكنها لأشخاص (معاقين ذهنياً) كان الناس يعتبرونهم (مبروكين)، لأنهم أنقياء ولا يرتكبون المعاصي، ويتباركون بهم وأحياناً يشيّدون لهم أضرحة بعد وفاتهم».
وخلال زيارتنا للمدخل، لفت نظرنا ظاهرة جديدة، هي توقف أعداد كبيرة من الفتيات عند الضريح وقراءة الفاتحة على روح الميت، وبسؤال بعضهن عن سبب زيارتهن الضريح، تبين ان كثيرات منهن يتفاءلن بزيارته استبشاراً بمستقبلهن المقبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news