الإعلام هاجمه.. والشارع قارن بينه وبين الأصل الفرعوني.. والحكومة تدخلت ورفعته

تمثال قبيح للملكة نفرتيتي يتحول لأزمة في الشارع المصري

التمثال الأصلي لنفرتيتي. أ.ب.

تحوّل تمثال قبيح حديث للملكة نفرتيتي، وضع على مدخل مدينة سمالوط، إلى أزمة في الشارع المصري، حيث هاجمته صحف يومية ووسائل إعلام وصفحات «فيس بوك»، وتبرأ منه رئيس مجلس مدينة سمالوط، ، فيما تدخل وزير الثقافة المصري، د.عبدالواحد النبوي وطالب برفعه، ووضع تمثال آخر مكانه، لكن تعقدت المشكلة بعدما تكشف لاحقاً أن التمثال البديل الذي تم اختياره أكثر سوءاً من التمثال الأول.

بدأت المشكلة عند اكتشاف أهالي مركز سمالوط التابع لمحافظة المنيا قيام مسؤولين بالوحدة المحلية بوضع تمثال على شكل نفرتيتي عند مدخل المدينة بطريق مصر ــ أسوان الزراعي، اعتبره الأهالي تشويهاً حضارياً كبيراً. واشتدت الحملة عندما دخلت معظم الصحف اليومية على الخط وهاجمت قبح التمثال، وقارنت بينه وبين التمثال الفرعوني المصري. وقال أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة بالمنيا، دكتور ضياء عوض، إن التمثال «يمثل إساءة للفن بشكل عام ولكليات الفنون الموجودة بالمنيا من فنون جميلة، وتربية فنية، وتربية نوعية، كما يمثل إساءة أيضاً للمحافظة».

وأضاف أنه «من نحو 10 سنوات طُلب من كلية فنون جميلة عمل مجموعة من التماثيل، وكان من ضمنها ثلاثة تماثيل لنفرتيتي، نسخة منها في جامعة المنيا ونسخة أخرى في مدينة المنيا الجديدة، ونسخة في الطريق الصحراوي المؤدي إلى المنيا، وتم تنفيذها بمشاركة عدد من الأستاذة»، مؤكداً أنه كان هناك تعاون سابق بين المحافظة وجامعة المنيا، لكن ذلك التعاون لم يعد موجوداً الآن.

وقال الفنان حسن الامبابي لـ«الإمارات اليوم»: «المشكلة أن الانتقادات موجهة لسماح السلطات الرسمية بوضع التمثال، ولم يلتفت أحد إلى ماهو أخطر من ذلك، وهو تدهور مستوى الفن في بلادنا، فصانع التمثال الأول من 3300 سنة لم يعرض تمثاله على مجلس بلدي ولاهيئة، وأنه كان مثالاً تلقائياً، لكنه أنتج شيئاً عبقرياً، فما الذي جرى لحفيده؟».

وأصدرت حركة «ثوار الآثار» بياناً جاء فيه «اعتراضاً على إهانة الحضارة المصرية القديمة فقد تم وضع مستنسخ قبيح مشوه من رأس تمثال شهير للملكة نفرتيتي في مدينة سمالوط بالمنيا». وأضاف البيان: «تناشد حركة ثوار الآثار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء توجيه اللوم للمسؤول عن هذه الإهانة، وإزالة هذا التمثال المسخ للملكة نفرتيتي فوراً، ومعاقبة المسؤول عن هذا سواء في محافظة المنيا أو في وزارة الدولة لشؤون الآثار، لما تسببوا فيه من تشويه الحضارة المصرية، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية للآثار المصرية».

وعلى الصعيد الرسمي، تبرأ مسؤولون من التمثال وقالوا إن السلطات الرسمية لم تفعل ذلك، وإنما تم ذلك كمجهود فردي من أحد الأهالي، وقال رئيس مركز ومدينة سمالوط، اللواء جمال مبارك قناوي، إن التمثال المذكور على شكل نفرتيتي فعلاً، لكن تم إتلافه على يد جماعة الإخوان المسلمين (المحظورة)، عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وأن أحد أبناء المدينة طلب إعادة صيانة التمثال وإصلاحه على نفقته الخاصة، وإعادة وضعه بمدخل المركز الجنوبي.

وبحث وزير الثقافة المصري الدكتور عبدالواحد النبوي، مع محافظ المنيا اللواء صلاح زيادة، استبدال تمثال نفرتيتي المشوه بتمثال جديد بمقاييس تتوافق وجماليات الفن المصري القديم. وقال النبوي «إنه سيتم التنسيق مع محافظ المنيا لوضع خطة مشتركة لتجميل المنطقة التي سيوضع بها التمثال الجديد، عقب الاتفاق على كل التفاصيل، بمشاركة قطاع الفنون التشكيلية والجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وإن محافظ المنيا أبدى استعداده التعاون بشكل كامل لتجميل ميدان سمالوط، ورحب بمبادرة وزارة الثقافة لاستبدال التمثال بآخر يتوافق وسمعة مصر الفنية والتشكيلية».

وأحال محافظ المنيا جميع المسؤولين الفنيين بالوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط للتحقيق، كما كلف أيضاً رئيس الوحدة المحلية بإزالة التمثال من مكانه، لكن تقريراً صحافياً أكد أن التمثال الجديد الذي يتم نقله ليحل مكان القديم وهو عبارة عن تمثال لجندي يحمل حمامة، وصفه متابعون بأنه أكثر سوءاً من الأول.

تويتر