المتحدث السابق باسم الرئيس الروسي يرتدي ساعة ثمينة
التقطت الكاميرا، الأسبوع الماضي، صوراً لدمتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، خلال حفلة زواجه الباذخ، وهو يلبس نسخة محدودة من ساعة رتشارد ميلي آر إم السويسرية الصنع، تبلغ قيمتها 397 ألف إسترليني، أي ما يعادل اربع مرات راتبه الرسمي السنوي المعلن لدى الكرملين. وشاهد أحد زعماء المعارضة، وهو اليكسي نافالني، صور حفلة زواج بيسكوف الباذخة من بطلة الرقص على الجليد، تاتيانا نافكا، الحائزة بطولة الاولمبياد الذي اقيم عام 2006 في منتجع شوسي على البحر الأسود.
وطالب نافالني الكرملين باستجواب بيسكوف بشأن الساعة الثمينة التي يلبسها، والتي تسببت في موجة من الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي. واكد نافالني ان الساعة تفوق امكانات بيسكوف المالية، وأن قانون مناهضة الفساد يلزمه بالتخلي عن الساعة، إن كانت هدية من احدى الجهات.
ولم تصدر عن الكرملين أي ردة فعل بشأن هذه المزاعم، على الرغم من أن أحد الضيوف البارزين في الحفل هب للدفاع عن بيسكوف، مدعياً انه لبس الساعة عن قصد كجزء من خطة مدبرة للسخرية من الصحافيين. وكان السياسي، اوليغ ميتفول، وهو أحد المدعوين للحفل أخبر صحيفة موسكوفيسكي كومسوموليتس، بأن العريس استعار الساعة من أحد اصدقائه الأثرياء، لأغراض التصوير في الزفاف، واثقاً ان الصحافة سوف تدقق في جميع ملامح الحفل. إلا أن زعم ميتفول تبخّر عندما أكد بيسكوف لمجموعة آر بي كي الاعلامية أن الساعة هدية من عروسه، ويضيف «الساعة بالفعل ثمينة، لكنها ليست ثمينة للحد الذي يعتقده بعض الرفاق».
ورفضت المعارضة توضيحات بيسكوف، ونشرت صوراً له خلال احتضانه لعروسه قبل أسبوعين من الزفاف مرتدياً الساعة، وعلى مينائها صورة جمجمة منحوتة.
لم تكن المرة الأولى التي يشاهد فيها الشعب الروسي النخبة الروسية مرتدية ساعات ثمينة. ويعتبر بوتين مولعاً بالساعات الثمينة، ففي عام 2012 ادعت المعارضة انها من خلال دراسة صور بوتين اكتشفت انه كان يرتدي مجموعة من ساعات اليد، يصل سعرها مجتمعة الى 500 ألف استرليني، أكثر بكثير من راتبه. أيضاً اعتاد الرئيس أن يهدي الساعات الثمينة لبعض الأشخاص، ففي عام 2009 أهدى ساعة سويسرية من ماركة بلانك بين لأحد عمال المصانع تبلغ قيمتها 5500 استرليني، وبعد شهر من ذلك أهدى ساعة الى احد أبناء الرعاة.
واعتادت المعارضة، ونافالني بصفة خاصة، بناء شعبيتهم السياسية على فضح الفساد الرسمي، وتقزيم جهود الكرملين في مكافحته. إحدى المسؤولات بوزارة الدفاع، التي كان من المفترض أن تقضي في السجن خمس سنوات، بسبب اختلاسها اموالاً طائلة، شوهدت الاسبوع الماضي في احد المصارف بالمنطقة التجارية بموسكو. وكانت يفغينيا فاسليفا، 36 عاماً، المديرة السابقة لشركة العقارات العسكرية «ابورون سيرفس» الشخصية الرئيسة في فضيحة الفساد المالي الضخم، الذي تبددت فيه ملايين الدولارات، وينفي محاميها أن تكون حرة طليقة، إلا أن نواباً في الحزب الديمقراطي الليبرالي طالبوا سلطات السجن بتوضيح ما اذا كانت قد خرجت من السجن.