البعض اعتبره «كارثة»
ترشح سما المصري للبرلمان يقابله مصريون بتحفظ
حجزت المحكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار محمد حجازي، نائب رئيس مجلس الدولة المصري، الطعن المقام من الدكتور سمير صبري المحامي، على الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري برفض استبعاد الفنانة والراقصة سما المصري المرشحة عن دائرة الجمالية ومنشأة ناصر، من الانتخابات، للحكم بجلسة الثالث من أكتوبر الجاري، وفي حين يعتبر البعض أن الكلمة القضائية هي الفيصل في نزول أو استبعاد المصري، اختلف الشارع المصري بين مؤيد لمبدأ النزول من حيث إنه حق دستوري لأي مواطن، وبين معارض أو متحفظ عليه باعتبار عدم تناسب وظيفة المصري مع مسؤولية التمثيل والتشريع والرقابة البرلمانية.
وكانت سما المصري قد عقدت الموقف بترشحها عن دائرة «الجمالية»، وهي الدائرة التاريخية التي تربت وسكنت فيها اسماء معروفة من النخبة المصرية مثل الحائز جائزة نوبل الكاتب الكبير نجيب محفوظ، والروائي جمال الغيطاني، وباحثة البادية ملك حفني ناصف، والأديب الكبير عباس العقاد، وعميد الأدب العربي طه حسين، والزعيم الراحل جمال عبدالناصر (حارة خميس العدسي)، والزعيم طلعت حرب، والرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي.
وقالت المصري لمحطة سي .إن .إن الأميركية «إنها رغم كونها من مواليد محافظة الشرقية، وتسكن شارع الهرم إلا أنها اختارت الترشح عن الجمالية»، وأضافت «بطاقتي تابعة لحي الأزبكية، وعندما قدمت أوراقي المرة الأولى اخترت دائرة الأزبكية وعابدين والموسكي، لكن مع التقسيم الجديد للدوائر الانتخابية انفصلت الأزبكية، وعندما استفسرت عن أقرب دائرة لهذه المنطقة وجدت أنها دائرة باب الشعرية والجمالية، لأن منطقة الجمالية تنقسم إلى جزأين، جزء في باب الشعرية التي انضمت إلى دائرتي الأولى، وجزء في الجمالية»، وتابعت «الدائرة تضم أيضاً منطقة منشأة ناصر، وهي منطقة شعبية، وأنا ست شعبية وفلاحة، وأحب أهالي هذه المناطق لأنني أشعر بأنني منهم، لذا كنت أختار كل أغنياتي شعبية، واحدة أغني فيها على التشت، والأخرى أرتدي منديلاً بلدياً، لذلك معظم سيدات مصر الجديدة ومدينة نصر لا يحببنني ويعتبرنني من البلدي».
وأبدت المصري استغرابها لحالة الهجوم عليها، وقالت «الحقيقة لا أجد مبرراً واحداً لكل هذا الهجوم، وسبب رفضهم منحي مجرد فرصة لخوض المنافسات وترك النتيجة للأصوات الانتخابية، لأن الشعب هو صاحب التقييم الأول والأخير، كما أنني أتعجب في الوقت نفسه من النقد، رغم أن أحداً لم يعترض على ترشح بعض أعضاء الحزب الوطني المنحل الفاسدين، ولا أعرف بالفعل سر هذه الضجة في ظل استيفائي لكل الشروط القانونية». وحول قبولها الترشح في دائرة الجمالية مسقط ميلاد الرئيس السيسي قالت «السيسي رئيس عادل، وسبق وصرح بشكل واضح أن كل من يرى نفسه صالحاً ليكون نائباً عن الشعب يرشح نفسه إذا انطبقت عليه الشروط القانونية، إذن لماذا يشعر البعض بالضيق من ترشحي؟ ولا أعلم في الحقيقة لماذا لم يعترض أي من هؤلاء على ذكري لاسم السيسي في أغنيتي التي طرحتها بعد عزل محمد مرسي، والتي قلت فيها (حالو يا حالو مرسي السيسي حلوا)؟ الإجابة ببساطة لأن الأغنية لاقت رضاهم واستحسانهم، أمّا الآن فترشحي لا يلقى قبولاً بينهم».
من جهته، وصف الإعلامي تامر أمين ترشيح سما المصري في برنامجه «م الآخر» بأنه «مصيبة سودا وكارثة وإهانة لأهل الجمالية». وقد استطلعت «الإمارات اليوم» آراء عدد من أهالي حي الجمالية حول ترشح سما المصري عن دائرتهم، فمالت أغلبيتهم الى التحفظ المبدئي على ترشحها، لكن مع التمسك بضرورة الاستماع اليها ومعرفة برنامجها الانتخابي وخطتها اذا نجحت في الانتخابات. وفي الأثناء ذاتها، تنازل عضو مجلس النواب السابق والمرشح المحتمل عن دائرة الجمالية، حيدر بغدادي عن بلاغه ضد الفنانة المصري، وتم الصلح بينهما فى نيابة منشأة ناصر، بمحكمة جنوب القاهرة بمجمع محاكم زينهم بالسيدة زينب،
بعد أن سبق وهاجمها على «فيس بوك»، وقبلت المصري الاعتذار.
من جهتها، قالت أمين الحزب الاشتراكي، كريمة الحفناوي «إنه طبقاً للمادة 53 من الدستور الذي يحظر التمييز، من حق كل انسان تنطبق عليه الشروط للترشح للعمل العام أن يترشح، لكن يجب ان نحدد ابتداء ما هو دور مجلس الشعب، فالشخص يمكن أن يخدم كعمل عام في نقابته أو دائرته أو في المجلس المحلي، لكن البرلمان ليس دوره تقديم الخدمات وإنما دوره للرقابة والتشريع»، وتابعت الحفناوي «بالنسبة لسما المصري أنا لا اعترض على المهنة، وأنا مع الفن والإبداع وحريته».
وقال القيادي بحزب التجمع التقدمي، حشمت يوسف لـ«الإمارات اليوم»: إن «العبارة المناسبة في حالة ترشح سما المصري هي مقولة السيد المسيح عليه السلام (من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر)، فكثيرون ممن ينتقدونها من خصومها الحالمين بالترشح في الانتخابات تدور حولهم شبهات، وبالتالي يفقدون صدقيتهم حتى لو كانت آراؤهم لا تخلو في بعض جوانبها من وجاهة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news