حكومات بريطانية تقدم هدايا لمسؤولين أجانب لا تليق بمقام الدولة

أبدت مسؤولة بريطانية رفيعة المستوى امتعاضها من نوعية الهدايا التي تقدمها الحكومة البريطانية لمسؤولين أجانب يزورون البلاد. وعبّرت وزيرة الأعمال، آنا سوبري، التي عادت لتوها من زيارة الى الصين، عن اعتقادها بأن مثل هذه الهدايا المخجلة «تحط من قدر البلاد»، ودعت إلى تقديم هدايا تليق بمقام الدولة. وتعهدت بالتحدث إلى وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، لكي يضع حداً لتعريض بريطانيا نفسها للإحراج. وتحدثت في إحدى المناسبات، الأسبوع الماضي، قائلة: «ينبغي أن نقدم للدول التي نتعامل معها هدايا تليق بمقامنا».

وكان وزير خارجية بريطانيا الأسبق، وليام هيغ، قد أهدى عام 2011 لنظيره الأسترالي، كيفين رود، قنينة تحتوي على دهن إوزة، زاعماً انه مفيد لصدر رود الذي يعاني السعال. وفي عام 2012 قدم رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، طاولة تنس للرئيس الأميركي، باراك أوباما، كتب عليها «بريطانية أصلية»، تم تصميمها في بريطانيا، لكن ثبت في ما بعد أنها صنعت في الصين. وقدم أوباما بالتالي لكاميرون ألبوماً يحتوي على مجموعة من الأغاني المفضلة لديه. ويبدو أن الهدايا التي قدمتها وزارة الأعمال لمسؤولين أجانب لا بأس بها إلى حد ما، فقد قدمت الوزارة مجموعات من طوابع البريد التذكارية للوفد الزائر للصين لتقديمها للمسؤولين هناك.

أما الهدايا التي تلقاها مسؤولون بريطانيون فهي فاخرة ورمزية نوعاً ما، فقد تلقى رئيس الوزراء السابق، توني بلير، هدايا من بينها خنجر من السلطان قابوس، سلطان عمان. ودعا كاميرون أسرة أوباما إلى حفل شواء عند زيارتهم لبريطانيا، مستخدماً شواية جلبها من وزارة الخزانة، وعند زيارة كاميرون لأميركا تلقى شواية أميركية هدية من أوباما.

ويعتقد أحد أعضاء الوفد البريطاني أن تبادل الهدايا أمر مهم للغاية كثيراً ما تقلل بريطانيا من قدره، ويقول: «تبادل الهدايا أمر عظيم الاعتبار في آسيا والشرق الأوسط مقارنة ببريطانيا، لأنهم في تلك البلاد يركزون أكثر على نوعية الهدية»، ويمضي قائلاً: «يكفي أن تدعو في بريطانيا الضيف لوجبة عشاء، أو تهديه باقة زهور، إلا أن المضمون الثقافي للهدية يختلف في أماكن أخرى».

وتتمثل بعض الهدايا القيّمة المقدمة من مسؤولين بريطانيين لدول أجنبية في الماضي القريب، على سبيل المثال، لوحة من أعمال الفنان، بين الين، عام 2010 للرئيس الأميركي، باراك أوباما، والتي تزيّن جدران البيت الأبيض، وهدية من رئيس الوزراء البريطاني السابق، غوردون براون للرئيس الأميركي أيضاً، عبارة عن حامل أقلام منحوت من خشب سفينة كانت مناهضة لتجارة الرقيق.

هدايا ملكية

وفي عام 1520 أهدى ملك بريطانيا، هنري السابع، ياقة من الألماس واللؤلؤ لملك فرنسا، فرانسيس الأول، وبالمقابل قدم له فرانسيس الأول عقداً من الأحجار الكريمة. وفي عام 1827 أهدى حاكم مصر هدية لملك بريطانيا، هنري الرابع، عبارة عن زرافة. وتلقت الملكة البريطانية خلال الـ60 عاماً من عهدها العديد من الهدايا، من ضمنها حيوانات جاغوار، ومجموعة من القرود التي يطلق عليها «كسلان» من البرازيل، وفيل يطلق عليه «جومبو» من الكاميرون.

الأكثر مشاركة