«سبايدر مان». غيتي

أغانٍ.. وفكاهة.. و«سبايدر مان».. في انتخابات البرلمان المصري

في ظل تراجع السياسة والحزبية في الانتخابات البرلمانية المصرية الجارية، تصدرت المنافسات الفردية، التي اعتمدت على إبراز المرشح عبر اشكال شعبية بسيطة، كان أبرزها المنافسة بـ«الأغاني» و«المهرجانات الشعبية».

ضمن هذا الاطار تشكلت في القاهرة والأقاليم مجموعات فنية تقدم للمرشح البرلماني خدمة تحويل مبادرته بالترشح، واسمه ورمزه الانتخابي وبرنامجه، الى أغنية مسجلة على «يوتيوب»، بحيث تسهل للناخبين معرفته بطريقة جذابة وشاملة.

فعلى صفحات المطبوعات ومواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت واحدة من المجموعات تسمى «رودي»، انها تقدم للمرشحين البرلمانيين مساحة جديدة مختلفة لتقديم أنفسهم للناس، وهي عمل أغنيات بأسمائهم، وقالت في طرحها للخدمة «نحن نصنع اغنية وطنية باسم المرشح، نقدم لك تعريفك في دائرتك، لغة الناس الغناء، بدل ما تتكلم حتغني، ياللا نغني».

وقد قدمت المجموعة عشرات الاغنيات، مثل أغنية «من غير ربط المصالح – معاك كفر أبوصالح»، للمرشح سلامة الناظر، و«ربنا وياك يا طارق، وقلوبنا معاك يا طارق»، و«مدد مدد مدد عبدالسلام ابن البلد» للمرشح عبدالسلام أبوالحجاج، و«اشرف رجل الخدمات» لابن نائب الإسكندرية الشهير في عصر الرئيس الراحل أنور السادات.

على صعيد موازٍ، الفت مجموعة أخرى أغنية لمرشح السيدة زينب، وائل شاهين، عنوانها «رمز الغزال»، على نسق كلمات «كعب الغزال يامتحني بدم الغزال» للفنان محمد رشدي، وقالت كلماتها «رمز الغزال يانايبنا رمز الغزال، السيدة زينب دايرتنا مصنع رجال»، ونظمت مجموعة مرشحين مهرجاناً غنائياً ضخماً، مساء الثلاثاء الماضي، في شارع رمسيس أمام نقابة المحامين، اعتمدت أغانيه على كلمات أغاني شعبان عبدالرحيم.

من جهته، علق شاعر العامية محمد سليمان لـ«الإمارات اليوم» على هذه الظاهرة، بالقول إن «الرصد العابر يكشف ان كثيراً من الاغنيات التي كتبت وانتشرت على كثرتها كانت سطحية، وساذجة، كما كان بعضها يستخدم تيمات مكررة، والآخر ليس أكثر من تبديل لكلمات معروفة». وتابع «إن هذا مفهوم في إطار أن الانتخابات ليست برامجية، والفروقات السياسية بين المرشحين ليست واضحة، والمطلوب مخاطبته هو الحس الشعبوي البسيط».

يذكر أن الانتخابات تشهد أيضاً أغاني سياسية جادة تدعو لموقف، مثل اغنية «مش حاسيبك تزوّر صوتي.. مش حاسيبك تمنع قوتي»، كما تشهد ايضاً أغاني تدعو الناس للمشاركة، وزيادة نسبة المساهمة في العملية الانتخابية، تتبناها جهات رسمية شبه حكومية مثل أغنية «كلنا حننزل».

في الإطار ذاته، شهدت الانتخابات في جانبها الدعائي مواقف طريفة أخرى، غير استخدام الاغاني، مثل نزول سيارة تحمل هيكلاً صاروخياً ضخماً تمر في شوارع «الفشن» بمدينة بني سويف، ثم تبين لاحقاً انها لمرشح يحمل رمز الصاروخ في المدينة، كما قامت والدة مرشح بقسم أول المنتزه، بتعليق دعاية ابنها على حبل الغسيل، في تشبيه لها بتعليق السيدات الشعبيات في الحي لملابسهن في الشرفات، وكتب مرشح صحافي هو ناجي أبوالنجا «تقدر؟؟؟ آه أقدر. لأني باحبها»، وكتب مرشح آخر «اختر نائباً جديداً يرى ويسمع ويتكلم»، وكتب مرشح «كينج كونج – برلماني مش خرونج»، وكتب مرشح ثالث «صبح واغسل وشك.. إبراهيم مش حيغشك».

كانت الانتخابات البرلمانية قد شهدت تقمص شخص يدعى عاطف سعد (22 عاماً) لشخصية «سبايدر مان»، حيث تجول في أحياء بولاق الدكرور وامبابة، ودعا الناخبين لانتخاب المرشحين القادرين فقط على حل مشكلاتهم، واعداً الجمهور النزول في الانتخابات المقبلة.

الأكثر مشاركة