زار مدينة الدامر السودانية التي عمل فيها معلماً وسأل عن بائع «طعمية»

«الفلافل» تجمع سفير بريطانيا بـ «عم عباس» بعد 33 عاماً

صورة

فاجأ السفير البريطاني لدى السودان، مايكل آرون، سكان مدينة الدامر، عاصمة ولاية نهر النيل، بزيارة لم تكن في حسبان سكانها، حيث قام بتفقد مدرسة الدامر الثانوية للبنين، التي عمل فيها معلماً للغة الإنجليزية لمدة عامين، خلال الفترة من 1981 ــ 1983.

مايكل آرون، مدرس اللغة الإنجليزية آنذاك بمدرسة الدامر الثانوية، عاد إلى السودان سفيراً للمملكة المتحدة، بعد غياب استمر 33 عاماً، وبعد نحو أربعة أشهر من تسلمه مهام منصبه في الخرطوم، قام بزيارة إلى مدينة الدامر، التي تقع شمال الخرطوم بنحو 300 كلم، متفقداً مدرستها الثانوية، بدعوة خاصة من طلابه القدامى، حيث قضى بينهم وقتاً طيباً، وسط كرم وحفاوة أهل المدينة، في جو عفوي مشحون بالذكريات الجميلة.

مفاجأة الزيارة كانت سؤال السفير آرون عن (عم عباس)، أحد أشهر بائعي الفلافل (الطعمية) بسوق مدينة الدامر، الذي كان السفير (الأستاذ وقتها)، أحد زبائنه، والمداومين على تناول فلافله المشهورة بمذاقها الطيب، حيث قال إنه لم ينسَ طيلة هذه السنوات مذاقها الطيب، وصاج «طعمية» عم عباس.

عم عباس حسن، الذي أقعده المرض بمنزله المتواضع بحي مربع 13 بالدامر، فوجئ بالزيارة الخاصة من السفير لشخصه وبيته المتواضع، ما جعل الزيارة حديث أهل الدامر والولاية، ومثلت لفتة إنسانية بارعة، ولمسة وفاء من السفير، ورد بعض الجميل لرجل منحه يوماً لقمة هنية، لم ينس طعمها طيلة تلك السنوات.

وسعد السفير البريطاني لدى السودان مايكل آرون بالترحيب، والحديث مع أحد تلاميذه القدامى من مدرسة الدامر الثانوية، وقال «سعيد جداً برؤية صلاح مصطفى، أحد تلاميذي بعد 33 عاماً»، وأشار إلى أن اللقاء كان طابعه حديث الذكريات الجميلة، عن مدينة الدامر، وعن الحياة الاجتماعية فيها.

وقال أحد تلامذته، إنه كان مولعاً بتعلم اللغة العربية بالطريقة السودانية الدارجة، لذلك سكن بالقرب من سوق مدينة الدامر حتى يحتك بعامة الناس.

وكان آرون قد قال لدى وصوله السودان نهاية أغسطس الماضي: «تسرني العودة إلى السودان بعد 33 عاماً.. لدي ذكريات جميلة جداً عن الفترة التي قضيتها هنا، وأنا أتطلع إلى إعادة اكتشاف هذا البلد المدهش وشعبه الرائع».

وأبدى السفير ارتياحه للعودة إلى السودان مجدداً، وقال «أحمل ذكريات رائعة حول مدى لطف وكرم ضيافة وسخاء السودانيين، الذين التقيت بهم وعملت معهم حينذاك، وأتطلع قدماً لتجديد الصداقات التي تربطني بهم، وبناء علاقات جديدة».

تجدر الإشارة إلى أن السفير البريطاني مايكل آرون، قد فاجأ الحضور قبل أشهر بدخوله راكضاً بسرعة إلى قاعة المؤتمرات بأحد فنادق الخرطوم، في افتتاح منتدى الإعلاميين الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني، حيث ركض السفير مرتين، الأولى خلال دخوله القاعة، والثانية عند تقدمه للمنصة لإلقاء كلمته، التي اعتذر فيها بشدة عن تأخره لمدة خمس دقائق من الموعد المحدد، وقال: التأخير شيء مرفوض من الجميع، فما بالكم بأن يكون من بريطاني وسفير؟!

تويتر