أجيال عدة تقضي سنوات طويلة للإيفاء بدين بسيط
يتفشى نظام السخرة وما يتمخض عنه من «عبودية الديون» بشدة في باكستان، ويعمل هذا النظام على النحو التالي: تذهب الأسر الفقيرة إلى الإقطاعي، وعادة ما يكون صاحب فرن طوب أو مصنع سجاد، وتطلب منه الحصول على قرض، ربما لدفع تكاليف علاج طبي أو إسعاف شخص مريض، أو دفع رسوم دراسية أو خلافه.
وفي مقابل القرض، يتم تشغيل جميع أفراد العائلة لدى صاحب العمل، حيث يجبرهم على العمل لساعات طويلة بأجور يرثى لها، ويحتفظ صاحب العمل بنصف هذه الأجور للوفاء بالقرض، وقد يستغرق القرض جيلاً أو أكثر لتسديده، وتولد أجيال في هذه العبودية قبل أن يستوفي صاحب العمل دينه.
ويقع ملايين من مثل هؤلاء العمال في باكستان في ربقة هذا النوع من الرق المعاصر، ويرغم أرباب العمل في جميع أنحاء البلاد الأطفال والبالغين على العمل في مصانعهم، ويقيدون حرياتهم في التنقل، ويحرمونهم حق التفاوض على شروط العمل. ويتعرض هؤلاء العمال إلى أشد انواع العبودية من خلال الاعتداء الجسدي، والحبس القسري، وعبودية الدين. ولا توفر الدولة أي مساعدة لهؤلاء العمال، أو تحميهم من هذا الاستغلال، على الرغم من أن الدستور الباكستاني يحرم هذا النوع من العبودية.
ونادراً ما تحاكم الدولة أو أرباب العمل الذين يشغلون العمال في ظروف عمل اشبه بالعبودية، وعلاوة على ذلك، فإن العمال الذين يعارضون هذا الاستغلال يتعرضون دائماً لمضايقات الشرطة، وغالباً ما يواجهون السجن بتهم باطلة.
بيع إقبال من قبل والدته لصاحب مصنع سجاد، وهو في الرابعة من عمره لسنوات عدة، وظل يقضي في العمل اثنتي عشرة ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، مقابل أجر زهيد. وتمرد في نهاية المطاف على هذه الظروف، وأصبح شخصية شهيرة وهو في سن الـ 12، حيث كان يقود الاطفال في تظاهرات عارمة ضد الاستغلال البشع الذي يواجهونه، وتعرض للقتل، ولم تستطع أي جهة رسمية أو غير رسمية تبرير مقتله بشكل مقنع.