معاملة العبيد
كان الأشخاص الضعفاء نتيجة المرض ينقطع أجرهم طالما أنهم لم يخرجوا للعمل، وهم لا يستطيعون الوقوف في طابور الطعام إلا اذا قاموا بتنظيف وكنس المخيم. وأصيب العامل جيليرمو مارتينيز (18عاماً) بطفح جلدي ومن ثم بسعال جاف، بعد بضعة أيام من عمله في رش المبيدات. وقال أربعة عمال على الأقل من العاملين في مجال رش المبيدات، إنهم أصيبوا بالأعراض ذاتها. وعندما طلب مارتينيز أن يذهب إلى طبيب، رفض أحد قادة المخيم طلبه، وقال مارتينيز «قال لي أنت لا تحتاج إلى طبيب، لأنك لاتزال شابا»، وقال مارتينيز إنه اراد الهروب، ولكنه أدرك أنه سيخسر أجره. وكان قادة المخيم يدفعون أجر العمال مبلغاً مقطوعاً عند نهاية العقود التي تمتد الى ثلاثة اشهر، وهي ممارسة يحظرها القانون المكسيكي، لكنها شائعة في قطاع التصدير الزراعي، الذي كان يبدو أحياناً كالأشغال الشاقة. وقال مارتينيز: «أعتقد أني كسبت 2500 بيزو (نحو 200 دولار)، ولا أريد أن أخسرها. ويظل المرء يفكر في مدى الجهد الذي بذلته كي اكسبها»، وقال مارتينيز إن أحد العاملين أخبره بأنه يعرف مخيماً جيداً يقدم طعاماً أفضل، ولكني لم أكن واثقاً من هذه المعلومات، ولذلك سأتحمل حتى نهاية العقد.
ونتيجة هذه المعاناة أخذ البعض من العمال يفكرون في الهرب. وكانت أفضل الأوقات لمحاولة الهرب هي الصباح الباكر، عندما لا يكون سوى شخص واحد من قادة المخيم يتجول في المكان، حيث يقوم الأشخاص الذين ينوون الهرب بالزحف عبر فجوات ضيقة تحت الأسلاك. وتمكن البعض من المشي لمسافة 10 أميال في الطريق الخارجي المؤلف من مسربين، للوصول الى بلدة سان غابرييل، ولقرع أبواب الكنيسة والحصول على المال.
وشاهد حراس الشركة اثنتين من النساء الشابات خارج بوابة المخيم، فقاموا بجرّهما إلى الداخل وتم تعذيبهما بوحشية. وقام الحراس بإلقاء حقيبتي الظهر اللتين كانتا لديهما في مستودع مخصص للمتعلقات التي يجري مصادرتها من العمال. وعادة ما يتم مصادرة حذاء كل من يحاول الهرب، اضافة إلى خصم أجر ثلاثة ايام من عمله. وأحياناً يبالغ قادة المخيم بردة الفعل، وقال العامل في الشركة، فابيان بوتيستا (23 عاماً)، إنه استيقظ ذات ليلة ليشاهد أحد الذين حاولوا الهرب يتعرض للضرب بعنف.