«فانوس فاهيتا» يتصدر احتفالات رمضان رغم اختفاء «الأبلة المشاغبة» عن الشاشة
تصدر «فانوس أبلة فاهيتا» حركة بيع فوانيسس رمضان الكريم، للعام الثاني على التوالي، رغم الاختفاء الغامض لبرنامج «أبلة فاهيتا» من على الشاشة، وقال بائعون ومتسوقون في وسط القاهرة إن «فانوس فاهيتا لايزال الأكثر رواجاً هذا العام، عند الكبار والصغار ومتوسطي الحال والمتعلمين والطبقات الشعبية، ربما لمناسبته المزاج الانتقادي الساخر المنتشر في الشارع المصري، في السنوات الأخيرة».
وكان برنامج «أبلة فاهيتا»، الذي شغل حيزاً واسعاً من اهتمام الشارع المصري والعربي، لمهنيته ومحاولته الانتقاد الكوميدي السياسي ضمن إطار متوازن، حسب رأي بعض النقاد، قد اختفى تدريجياً من على «شبكة سي بي سي» الأسبوع الماضي، في مطلع موسم البرنامج الثالث، دون أن تعلن القناة أسباباً لذلك.
وقال الحاج صلاح عبدالهادي، منتج وبائع فوانيس بدرب البرابرة بمنطقة الموسكي بالقاهرة، لـ«الإمارات اليوم»، إن «اختيار فانوس رمضان، واختيار اسم نوع البلح لموسم رمضان كل عام، ليس مصادفة أو لعبة، وإنما هو مؤشر يظهر مزاج المصريين العام في كل شيء، من السياسة وحتى الكورة والفن، واختيار فانوس معين أو إطلاق اسم معين على صنف البلح الأعلى، هو استفتاء غير معلن».
واستطرد «إننا في كل عام نبتكر شكلين أو أربعة أشكال جديدة، لأن التطوير هو الذي يبيع، علماً بأن الفوانيس القديمة لا ترمى، بل يتم تعديلها حسب الشكل الجديد»
وتابع الحاج عبدالهادي الذي يعمل في الدرب منذ 15 عاماً «نحن العاملين في السوق لا نستطيع أن نتوقع الاختيار إلا قبل رمضان بأيام».
وذكر عبدالهادي أن «أزمة الدولار حددت اتجاه السوق هذا العام، إذ أصبح من الصعب شراء الفوانيس التي تحتاج إلى استيراد مواد من الخارج، خصوصاً بعد صدور قرار 232 الذي حظر استيراد الموزاييك والمعادن، فلجأ الصناع إلى عمل فوانيس تعتمد على مواد تصنيع محلية، فتوجهوا إلى (الخيامية)، وإلى الفوانيس الخشبية المخدومة بأوميا دمياط بأشكالها الجميلة والمزخرفة بتفريغ الخشب وتطعيمه بالزجاج، وهي، إضافة إلى رخص ثمنها نسبياً، أفضل وأكثر قيمة من كل أنواع الفوانيس الصينية، عدا الفورفورجية».
واستطرد عبدالهادي أنه «يستغرب من أن الفوانيس الفورفورجية، التي تمثل الفن الإسلامي في العصر المملوكي، يصنعها ويبيعها صينيون، ولم تجرؤ ورشة مصرية على القيام بذلك، مع أن كل ورش ومحال بيع الفوانيس الكبرى موجودة في الموسكي، أو درب البرابرة، أو الخيامية، أو العتبة، وسط معالم وآثار ومساجد الحقبة المملوكية، والحقب الحضارية الإسلامية المختلفة».
وشكا عبدالهادي حالة الركود النسبية التي تشهدها سوق الفوانيس، نظراً للظروف الاقتصادية، لكنه نوه إلى أن السوق العربي اشترى كميات واسعة قبل بدء البيع للسوق المحلية بثلاثة أشهر.
وعلى الرغم من حالة الركود الموجودة في السوق المصرية، شهدت أسعار الفوانيس ارتفاعاً راوح بين 20 و25%، بحسب آراء تجار ومتسوقين، ووصلت أسعار فوانيس الصاج مقاس مترين إلى 1000 جنيه، والخشبية 150 جنيهاً، والخيامية من 20 إلى 200 جنيه، كما راوح سعر الفورفورجية الصينية بين 400 و500 جنيه، أما الصينية العادية فقد توافرت أنواع منها بـ50 جنيهاً مصرياً.