قتل الحياة البرية بالأرقام
حسب معهد تشاتهام هاوس للشؤون الدولية في لندن، تضاعفت تجارة العاج غير الشرعية منذ عام 2007، وهي أكبر بثلاث مرات عما كانت عليه، خلال الذروة الأخيرة التي وصلت إليها هذه التجارة عام 1998، حيث أصبحت القيمة السوقية للعاج نحو 2205 دولارات لكل كيلوغرام في بكين. وأما قرن وحيد القرن فإن الكيلوغرام منه يصل ثمنه الى 66139 دولاراً، أي انه أغلى من الذهب والبلاتين في السوق الصينية السوداء.
وتبدو الأرقام المتعلقة بالحياة البرية في إفريقيا الوسطى مرعبة، حيث انخفضت أعداد الأفيال ووحيد القرن في بعض المناطق إلى معدل لا يمكنها أن تتعافى من بعده. وفي السودان، التي كانت قبل 20 سنة فقط موطناً لنحو 125 ألف فيل، لا يوجد بها الان سوى 5000 فقط. وتقول منظمة «تاسك» الخيرية لحماية الأفيال في إفريقيا، إنه سنوياً يتم صيد نحو 30 ألف حيوان بصورة غير شرعية. وحسب ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بالتجارة الدولية للأنواع المعرضة لخطر الانقراض، فإن تعداد الأفيال التي تتعرض للقتل في إفريقيا، يتجاوز بكثير ما يولد منها، وأن نحو 705 من أفيال إفريقيا الوسطى فقدت خلال 10 سنوات.
والصورة ليست موحدة في جميع الدول الافريقية، إذ يقول ريتشارد فيني رئيس محمية «أول بييتا» للحياة البرية، التي تبلغ مساحتها 90 الف فدان في منطقة ليكبيديا في وسط كينيا، إن ثمة اختلافات بين الدول الإفريقية، ففي دول مثل بوتسوانا وناميبيا وكينيا وجنوب افريقيا، حيث توجد حكومات قوية، ويسود حكم القانون، فإن وضع الحياة البرية أفضل بكثير من دول أخرى ضعيفة، وتفتقر إلى حكم القانون.
وأشارت مديرة العمليات في منظمة «تاسك»، سارة واتسون، إلى أنه على الرغم من المخاطر، الا أن المحميات يمكن أن تعمل كقوة حفظ سلام، في المناطق التي تسود فيها النزاعات القبلية. وقالت واتسون «كون المرء حارساً للحياة البرية، يعتبر عملاً ينطوي على المخاطر في أماكن مثل كينيا، ولكنه يمنح الأمن والاستقرار للأشخاص الذين يعترفون بأن المحميات تعمل على حماية السلام. ونحن لدينا 100 حارس للحياة البرية، منهم 30 مسلّحون، واكتشفنا أن المناطق التي يعمل بها هؤلاء انخفض فيها معدل الصراعات القبلية، وبالطبع فإن ذلك قوة من أجل التطور».