لحظات إنسانية في حياة الرئيس أوباما
خلال فترتين رئاسيتين تاريخيتين، عمد المصور الرسمي للبيت الأبيض، بيتي ساوزا، إلى توثيق اللحظات الأكثر صدقاً وعفوية لرئاسة باراك أوباما. ومن بين الصور المهمة التي التقطها ساوزا كانت لقاء أوباما والسيدة الاولى مع العجوز الأميركية فيرجينيا ماكلارين، البالغ عمرها 106 أعوام. وكان مصور البيت الأبيض ساوزا يلتقط صوراً للرئيس باراك أوباما وتعلو وجهه ابتسامة مشرقة، في حين كانت السيدة الأولى تراقص العجوز ماكلارين، التي تمت دعوتها إلى البيت الأبيض اعترافاً من المجتمع، بالأعمال التي قامت بها لعقود عدة للعاصمة الأميركية. وكان اللقاء احتفالاً بتاريخ السود، وكانت صورة ساوزا حميمية وتاريخية.
وصورة ساوزا تعد واحدة من أصل سلسلة من الصور الإنسانية الحيوية، التي غالباً ما تكون مضحكة، لم يتم نشرها عبر المكتب الصحافي للبيت الأبيض فحسب، وإنما على مواقع التواصل الاجتماعي ايضاً، حيث قام ساوزا بتوثيق لحظات إدارة أوباما، التي لن تنسى ابداً، وتعتبر هذه الصور وثائق تاريخية دقيقة.
وعند النظر إلى الصور الأخرى التي التقطها ساوزا، نجد أنه في عام 2012 التقط صورة لأوباما وهو ينحني كي يدع الطفل جاكوب فيلادلفيا يلمس شعره. وكان الصبي سأل الرئيس الأميركي قائلاً: «أريد أن أعرف اذا كان شعري مثل شعرك»، فرد عليه أوباما قائلاً: «المسه أيها الأنيق»، وجاكوب فيلادلفيا هو واحد من عدد كبير من الأطفال الأميركيين ذوي الأصول الافريقية، الذين التقوا أوباما في البيت الأبيض في لقاءات لطالما كانت مؤثرة، وعفوية، ومضحكة، التقطتها كاميرا ساوزا.
وهناك صورة يقوم فيها بتحية القبضة مع أحد عمال النظافة في البيت الأبيض.
وفي صورة مؤثرة أخرى يلتقط ساوزا صورة الطفل كلارك رينولد وهو ينظر إلى الرئيس بخوف، بينما كان الأخير يلمس خديه. ونرى يد الرئيس وهو يداعب وجه الطفل كلارك. وبخلاف جميع الرؤساء الأميركيين الآخرين، لم تكن اليد التي داعبت الطفل بيضاء كالعادة، ولكن كيف يمكن أن يقول البعض ان ذلك لا يعني شيئاً. ويدرك الطفل كلارك تماماً، أن ذلك يعني شيئاً واضحاً، وكذلك المصور ساوزا الذي أصبحت صوره أكثر شاعرية، وأكثر تأثيراً، خلال السنة الأخيرة لأوباما في البيت الأبيض.
وبالطبع ليس كل صورة التقطها ساوزا في البيت الأبيض تمثل فصلاً من فصول التاريخ، اذ إن الكثير من الصور التي التقطها ساوزا لأوباما في البيت الابيض كان يغلب عليها الاحساس الفكاهي، والروح الاجتماعية لدى أوباما، ففي إحدى الصور كان الرئيس يلاعب طفلاً يرتدي زي سبايدر مان.
ويلقي النقاد من اليمين واليسار باللوم على الرئيس أوباما عن كل شيء حدث، بدءاً من الفشل في إغلاق سجن غوانتانامو إلى استمرارية وضع الاقتصاد المتوعك، الأمر الذي أدى الى تشكل أكثر حملة انتخابات رئاسية متطرفة منذ عام 1860، بيد أن الصور التي التقطها ساوزا تقول شيئاً مختلفاً، فقد حقق أوباما المستحيل، وجعل البيت الأبيض بيتاً أميركياً إفريقياً لثماني سنوات.
.