أكدوا أن تصوير العمل الدرامي للهجرة لا علاقة له بضراوة المأساة التي عاشوها
نوبيون عاتبون على «الكنغ» محمد منير.. وغاضبون على مسلسل «المغني»
فتح نوبيون النار على مسلسل «المغني»، الذي يمثل فيه الفنان محمد منير، الملقب بالكنغ، وينقل صورة عن الحياة النوبية في الماضي، واعتبروا أن المسلسل جَمَّل ظروف الهجرة السيئة التي عاشها النوبيون في نهاية الخمسينات ومطلع الستينات، وأنه افتعل وقائع لم تحدث أثناء الرحيل، كما عتب النوبيون على الفنان، محمد منير، لقبوله الاشتراك في المسلسل، وسكوته عن تزوير الوقائع، من وجهة نظرهم.
وشهدت «ساقية الصاوي» بحي الزمالك بالقاهرة، الثلاثاء الماضي، تجمعاً نوبياً حاشداً في «محكي أسمر اللونا»، شارك فيه اتحاد الجمعيات النوبية، وجمعية بلانة، ومنتدى «ادندان»، وكان الحدث الأبرز فيه رفض النوبيين للمسلسل، ومطالبتهم بعرضه على لجنة من كبار أساتذة التاريخ، لتصويب وقائعه.
وقال الباحث في الشأن النوبي وعضو المجلس الأعلى للثقافة في مصر، د. مصطفى عبدالقادر في كلمة «أدندان» بشأن المسلسل، إن «ظروف تهجير النوبيين القاسية من بلداتهم وقراهم بعد بناء السد مختلفة جذرياً عن ما جاء في المسلسل من صورة وردية، فالنوبيون لم ينقلوا في بواخر مريحة، كما أورد المسلسل، وإنما في بواخر بضاعة ونقل ماشية، ماعدا الفوج الأول، كما هو موثق في كتب وصحف ووثائق».
وأضاف عبدالقادر أنه «ليس بناقد فني، ومحمد منير له وضعه الكبير داخل قلب كل نوبي، لكن ما جاء في المسلسل من لقطات تجمّل التهجير أمر غير صحيح، وغير واقعي، إذ استخدموا بواخر وصنادل حديثة لتمثيل التهجير، بينما هُجّر الناس في صنادل نقل بضائع ومواشٍ، وهذا الكلام مكتوب في كتب، ومعلوم لدى الجميع، فعملية التهجير كانت مهينة، وكنت أفضّل لو أن (الكنغ) محمد منير ركّز على قصة حياته، ولم يتناول التهجير».
وأكد عبدالقادر أن «هناك قرى نوبية هاجرت نهار عيد الأضحى المبارك، بينما الناس تذبح وتطبخ، حيث وجدوا الصنادل في الشاطئ تطلب منهم الركوب الفوري، وإلا فستتحرك، فاضطر الناس للركوب، وتركوا الأكل على الشاطئ، ومن هذه القرى قرية أدندان». واستطرد «المصيبة أنه عند وصولهم إلى الميناء في السد العالي، لم يجدوا الباصات المكلفة نقلهم إلى القرى، وحتى بعد وصولهم إلى هناك، بعد معاناة شديدة، وجدوا بيوتاً غير مبنية، وكانت عبارة عن أرض مخططة بالجير».
ونوه عبدالقادر إلى أن قضية النوبة والتهجير والعودة قضية مصرية، وأننا كنا وسنظل وسنبقى نرفض الاستقواء بالخارج، ولا نوافق إلا على طرحها في إطار النقاش الوطني المصري الداخلي، وأن النوبيين وثقوا بحكومتهم، وسيظلون يثقون بها على اختلاف العهود».
وقال عبدالقادر لـ«الإمارات اليوم»، على هامش منتدى ادندان، إنه كان يفضل لو عُرض المسلسل على مختص بالتاريخ النوبي، أو معايش لوقائع الهجرات النوبية، ليساعد على توصيل صورة دقيقة عما حدث وقتها بصورة أمينة. وكشف عبدالقادر عن رفضه إجراء حوار مع قناة «الحرة» الأميركية، بعد حدوث غضب نوبي على مسلسل «المغني»، لتحسبه من تدخل أطراف متربصة بمصر قد تستغل القضية.
على طرف موازٍ، هاجمت صفحة «النوبة» على موقع التواصل الاجتماعي مسلسل «المغني»، وقالت إن «مشهد التهجير لم يكن واقعياً من خلال الملابس أو الأغاني النوبية التي تغنى بها، حتى الباخرة التي تم نقل النوبيين عليها لم تكن واقعية تماماً، وكأن الحياة وردية في رحلة التهجير».
وأضافت الصفحة «المسلسل لم يتطرق من قريب أو بعيد للنوبة الداخلية فى صحراء كوم امبو، التي تم تهجير النوبيين منها، حيث انتقلوا من النيل إلى الصحراء، أو حتى لم يتطرق الحديث عن الحاج أحمد منيب الأب الروحي لمنير، كما أن لهجة منير في المسلسل صعيدية وليست نوبية، ولم يستغل المسلسل من قريب أو بعيد أحداث النوبة، وكان من المنتظر أن يبرز المسلسل ثقافة وتاريخ النوبة والنوبيين». وأعلنت الصفحة رفضها لمسلسل «المغني»، ومقاطعته، ودعمها لهاشتاغ «المغني لا يمثل النوبة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news