بيل كلينتون يلعب دور «الزوج الأول» حال فوز زوجته هيلاري بالرئاسة
بعد أن أصبحت هيلاري كلينتون، رسمياً، على مشارف البيت الأبيض إثر مباركة الحزب الديمقراطي خوضها غمار الانتخابات الأميركية، سيصبح زوجها، الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، تلقائياً «الزوج الأول» أو «السيد الأول»، كما يفضل هو أن ينعت، وسيجد نفسه في وضع لم يسبقه عليه أحد من قبل من الأميركيين، وسيذهب بالتالي ليقيم في الجناح الشرقي بالبيت الأبيض المخصص للسيدات الأُوَل.
وبوصفه رئيساً سابقاً فسيعمل كلينتون على توسيع وإعادة تعريف منصب السيدة الأولى، أو بالأحرى السيد الأول، وسيجعل شاغل هذا المنصب يتعاطى مع السياسة والدبلوماسية، لكن عليه أن يفعل ذلك من دون أن يتغول على مسؤوليات زوجته.
وأصبحت الصحافة خلية نحل هذا الأسبوع، بتكهناتها حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس السابق لولايتين في حملة زوجته. وسخرت منه بعضها، كونه يجيد طبخ وإعداد الطعام، وهو الدور الذي تؤديه في بعض الأحيان السيدات الأُوَل.
ويقول كلينتون، الذي كان يجلس إلى طاولة الطعام: «أعتقد انني أفضّل الزوج الأول»، ويمضي قائلاً عن زوجته «نتناول مجموعة واسعة من الأطباق النباتية استوحتها هيلاري من أسفارها في جميع أنحاء العالم»، ويشير إلى كل طبق بفخر «هذا هو المخلل الملفوف على الطريقة الالمانية، بوصفهم أحد أقرب حلفائنا، وهذه هي المسقعة، وهي بطبيعة الحال من اليونان»، ويمضي ساخراً «ماذا عساي أن أقول، نحن عائلة مسقعة» يقصد أن جميعهم نباتيون «وهذه بطاطا حلوة، وقرنبيط وخضر في طبق خزفي، بعضها يذكرني بأشياء كانت تستخدمها والدتي في الماضي».
وفي سؤال عما اذا كان قد أعد كل هذه الاطباق بنفسه، لأن هذا قد يناسبه في لعب دور السيد الأول، ويرد ضاحكاً «أوه، لا، تحدثت أنا وهيلاري حول هذا الموضوع، وقلت لها: أنت مشغولة للغاية في السباق الرئاسي، وأريد أن أساعدك بأي طريقة ممكنة، ولكنني لست طباخاً جيداً»، وابتسم بأسى «قالت لي إنه يكفي بالنسبة لي أن أخطط وجبات الطعام مع الموظفين، وقلت، حسناً، بالتأكيد هذا شيء يمكنني القيام به، أيضاً، أستطيع عن طريق ذلك ضبط وجبات نظامي الغذائي النباتي».
ويريد كلينتون أن يتأكد من أن الأميركيين يدركون أنه سيفعل أكثر بكثير من إدارة المنزل، ويقول: «أعتقد انه من المهم حقاً بالنسبة لي أن أكون نموذجاً يحتذى به»، ولهذا السبب فهو يخطط لمواصلة العمل في مؤسسته، والقاء محاضراته أيضاً، مشيراً إلى أن المسقعة يتم اعدادها بالجبن والكاجو، «آمل في استخدام منصبي الجديد لتعريف الأميركيين العاديين بالجبن النباتي».
ويسترسل «قالت لي هيلاري ذات مرة: أنا لست مجرد امرأة صغيرة تقف الى جانب زوجها مثل تامي وينيتي - المغنية الأميركية الشهيرة ـ وبالنسبة لي فإنني أريد أن يقول الصبية الصغار عندما يلقون نظرة على وجهي: إذا صارت زوجتي رئيساً في يوم ما، فلن أجلس في المنزل أغزل الصوف».
ولدت هيلاري دايان رودهام في 26 أكتوبر 1947 في شيكاغو، ونشأت في ضاحية بارك ريدج الهادئة التي يقطنها بيض في وسط الغرب الاميركي في كنف عائلة متوسطة. وهي تحب والدتها دوروثي، وتصف والدها هيو رودهام وهو ابن مهاجرين بريطانيين، بأنه عنيد وقاسٍ، إلا انه نقل اليها أخلاقيات العمل والخوف من الفاقة. ومن والدها ورثت ايضاً القناعات الجمهورية التي بقيت تلتزم بها حتى سنوات الجامعة. والعائلة من أتباع الكنيسة الميتودية ومازالت هيلاري كلينتون الى اليوم متمسكة بكنيستها.
وكتب بيل كلينتون لاحقاً «كان لديها تصميم وقدرة على ضبط النفس، نادراً ما لاحظتها لدى رجال أو نساء».
تذكر هيلاري كلينتون احياناً مقولة شهيرة لايليونور روزفلت، زوجة الرئيس الديمقراطي السابق فرانكلين روزفلت «إذا أرادت النساء ممارسة السياسة لابد أن يكون جلدهن سميكاً كوحيد القرن».