طريق الانحراف
ثمة مصير آخر يمكن أن تواجهه الفتيات اللواتي يهربن إلى جوبا، هو المواخير.
وفي أحد المساكن التي تبيع فيها الفتيات أجسامهن في جوبا، ثمة عدد من الفتيات الصغيرات اللواتي تصل أعمارهن إلى 13 عاماً. فإحداهن تبدو مثل صبي، نظراً إلى أنها كانت ترتدي قميصاً (تي شيرت) وبنطال جينز. وأخرى هربت من منزل العائلة وهي في التاسعة من العمر، وعثر عليها أحد الجنود في الشارع فأرسلها لتعيش مع أمه، ومن ثم تزوجها عندما أصبحت في الـ12. وبعد ذلك ولدت طفلها الأول، وهي الآن في سن 23 عاماً وأرملة، بعد أن قتل زوجها في الحرب قبل ثلاث سنوات.
وهناك فتاة أخرى في الـ19 من عمرها، أخذها عمها إلى القرية قبل ثلاث سنوات كي تصبح الزوجة السادسة لرجل عجوز. وكانت الزوجات الأخريات يجبرنها باستمرار على جمع الحطب وجلب الماء وطحن الذرة وهي تتذكر المصاعب التي واجهتها قائلة «كانوا جميعاً يعاملونني كأني طفلة في منزلهم، ولم يكن لدي ما يكفي من الطعام والكساء، وكانوا يجبرونني على العمل الشاق»، وبعد أقل من عام هربت واستقر بها المقام في ماخور. وهي تقول «كان قرار العمل في هذا المجال صعباً، أشعر بأني تعيسة، ولكن علي أن احصل على طعامي»، وهي تتعهد بعدم العودة إلى زوجها، كما أن عمها هدد بأنه سيقتلها لو عادت إلى المنزل.