ملكة جمال مصر في صورة سيلفي «عفوية» مع نظيرتها الإسرائيلية
دعا مصريون إلى محاسبة «ملكة جمال مصر 2014»، لارا دبانة، بعد أن ظهرت لها صورة مع ملكة جمال إسرائيل، دورون مطلون، ونشرت الصور على موقع «قف معنا» و«يديعوت أحرونوت»، كما نشرت على صفحة سفارة إسرائيل بالقاهرة، الأكثر إثارة للجدل والمسماة «إسرائيل في مصر».
صحيفة «يديعوت أحرونوت» قالت إن لارا دبانة تلقت تعليمات بالابتعاد عن دورون مطلون، إلا أنها لم تُبالِ، ووافقت على التقاط السيلفي معها.
|
وكانت ملكة جمال إسرائيل، دورون مطلون، قد التقطت صور سيلفي مع كل من ملكة جمال لبنان «سالي جرجي»، قبيل مسابقة «ميس يونيفرسال» وقالت أحرونوت إن «دبانة» تلقت تعليمات بالابتعاد عنها، إلا أنها لم تُبالِ، ووافقت على التقاط الصورة السيلفي معها خلال الاستعدادات لمسابقة «ميس يونيفرسال»، وحرصتا على ارتداء الحزام الذي يوضح دولتيهما معاً.
ولم تنفِ دبانة بشكل مطلق علاقتها بالصورة، كما جاء في أول رد فعل لـ«دبانة»، لكن مدير أعمالها كريم محسن قال على لسانها، لموقع «بلدنا اليوم»، أمس: «الصورة مفبركة، باستخدام برنامج (الفوتوشوب)، هذه الصورة مرفوضة جملةً وتفصيلاً. لارا لم تتصور هذه اللقطة، والمصريون يعشقون تضخيم الأمور دائماً».
تأتي أزمة دبانة وسط ضجة تتعلق بمسابقة ملكة جمال مصر، العام الجاري، بعد أن تم التأكيد على إدخال معيار «العلم والثقافة وخدمة المجتمع اليها» من جهة، وبعد تزايد خطورة الدور السلبي الذي تلعبه صفحات إسرائيلية في محاولات التطبيع الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل صفحة «افيخي درعي» و«إسرائيل في مصر» و«قف معنا»، اضافة الى مواقع «المصدر» و«إسرائيل بالعربي» و«هاليروس هماس ميميس» الكوميدية (معناها ميمات حماس المضحكة)، وغيرها.
يجيء نشر صورة «دبانة» تزامناً مع الضجة التي أحدثتها صورة للاعبة المصرية دعاء غباشي، نشرت في أولمبياد ريو دي جانيرو وخلفها علم إسرائيل، والتي تمثلت خطورتها في أن الغباشي بينما كسبت الرأي العام الغربي بوصفها «أشهر محجبة أولمبية»، وكسرت في ذلك الصورة النمطية السلبية للمسلمة، ظهرت في الوقت نفسه كمطبّعة مع إسرائيل، بعد أن تم تركيب صورة لها على العلم الإسرائيلي التي لم تكن على الأغلب تعرفه.
وقالت الغباشي، في تصريحات صحافية لها، إنها لم تشاهد سوى علم البرازيل أثناء التقاطها الصور مع الجماهير، «لو كنت أعلم أن هذا هو علم إسرائيلي لرفضت التقاط الصورة بالطبع ودون تردد، أشعر بالصدمة لوجودي في مثل تلك الصورة، فأنا فتاة مصرية أرفض أي علاقة مع إسرائيل، وحرصت على أن أظهر بشكل مشرف لمصر، سواء بشخصيتي أو بملابسي، ولا يمكن أن أكسر أحد مبادئ الوطن».
وقال الكاتب الصحافي الناصري، وعضو لجنة مكافحة التطبيع مع إسرائيل، محمد رفعت، لـ«الإمارات اليوم»: «إننا في حالة دبانة، ودعاء الغباشي، وقبلهما في حالة لاعب التنس اسلام الشهابي الذي رفض مصافحة الاسرائيلي، على اختلاف مواقفهم طبعاً، امام حالة ارتباك شعبي عربي في التعامل مع إسرائيل، مصدره قوة وذكاء الإعلام الإسرائيلي، خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي الجديدة، التي اصبحت تخترق القلوب والعقول بوسائل بسيطة مربكة، وقلة وعي الشباب العربي الجديد من الفئات العمرية الصغيرة جداً، وعدم تدربهم على ما ينبغي قوله وفعله، وتكلس نشاط لجان مواجهة التطبيع الشعبية العربية، بعد أن تجاوزها الزمن وأصبحت عاجزة عن مواجهة التطورات المعرفية والتكنولوجية، إضافة الى التغيرات السياسية المتلاحقة». ودعا رفعت إلى توعية الشباب لضمان تلافي هذه الارتباكات.
وقالت الكاتبة الصحافية بالأهرام ريهام مازن، عن ارتباك الغباشي «هذا يحوي دون شك عدم معرفة منها، فإذا كانت شاهدت العلم (الاسرائيلي) ولم تعرف لأي بلد ينتمي هذا العلم، فهذا يرجع إلى غياب الوعي والإدراك الكافيين للاعبينا، فهؤلاء هم من يمثلون مصر، وإذا كانوا لا يعرفون أعلام الدول، فتلك طامة كبرى، وتحتاج إلى تكاتف المسؤولين لتزويد اللاعبين بالثقافة المعرفية.. وقد لا ألوم اللاعبة في ذلك، فالدولة التي تصنع هؤلاء النجوم، لا تعرف كيف تؤهلهم بالشكل اللائق من خلال التوعية والمعلومات. قد تقع لاعبة أخرى بل ولاعبين مثل دعاء في نفس الموقف، فقط لعدم خبرتهم ووعيهم واستنارتهم، فالمطلوب توسيع مدارك هؤلاء العقول بمزيد من المعلومات عن الدول التي ينافسونها».