كثير استهجان.. وقليل تأييد لحملة «زوّجي زوجك» في مصر
أثارت مبادرة أطلقتها ناشطة مصرية تدعى رانيا هاشم، عنوانها «زوّجي زوجك» ردود أفعال متنوعة في الشارع السياسي، واعتبرها قطاع مدخلاً لحل أزمة العنوسة في مصر، لكن قطاعاً واسعاً وصمها بمجافاة الطبيعة الإنسانية، خصوصاً بما تتضمن من قيام الزوجة بنفسها، دون مبرر، بقبول اقتران زوجها بامرأة أخرى.
وقالت رانيا هاشم إن الحملة تدعو إلى تشجيع الزوجة على قبول زوجة أخرى لزوجها، وإن الحل لكثير من أزمات العوانس والأرامل والمطلقات، عبر تغيير الثقافة السائدة المناوئة للتعدد، بتشجيع الزوجات على قبول زوجة أخرى لزوجها، وبالتخلي عن بعض الكبرياء الزائف، والتخفيف من أعباء زوج ليس أمامه غيرها، كما أن الزوج بتحمله المزيد من الأعباء سيكون أكثر شجاعة ومسؤولية.
وقالت هاشم إن «الزوجة هي إحدى عقبات ارتباط الزوج بأخرى، حيث يخشى رد فعلها العنيف وهدمها البيت الأسري». وفي حين استقبل الرأي العام النسائي الدعوة بشيء من التحفظ، قال أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية، د.طه أبوالحسين، في تصريح إعلامي، «إن الدعوة النسائية التي أطلقتها رانيا هاشم، تحت اسم (زوّجي زوجك) عمل عظيم وفكرة ممتازة، خصوصاً أنها ستقضي على الفراغ العاطفي والمجتمعي. معللاً أن عدد المطلقات وصل إلى تسعة ملايين مطلقة في عام 2010. وشدد أبوالحسين على أن الدعوة تعتبر خطاباً رائعاً للقضاء على سلبيات المجتمع، ولا تسبب أي ضرر لأي من الأطراف، ومن الناحية العلمية قلب الرجل يتسع لأربع نساء، أما قلب المرأة فلا يتسع إلا لرجل واحد. وهاجم الزوجات اللواتي يرفضن تلك الدعوة قائلاً: نساء جاهلات وأنانيات. من جهتها، شنت الكاتبة الصحافية والناشطة السياسية (مديرة تحرير بوابة يناير) سابقاً، منى سليم، هجوماً شديداً على الحملة، ووصمتها بالرجعية. وقالت منى سليم لـ«الإمارات اليوم» إنها ترفض الدعوة جملة وتفصيلاً، وتراها لا تليق بعام 2016 الذي نعيشه، وتمثل عودة إلى الخلف لا يقبلها أي إنسان سوي. واستغربت سليم لمستوى الفظاظة في الدعوة، حيث يطالب أصحابها المرأة بأن تزوج بيدها زوجها وشريك حياتها، ومشاعرها ومستقبلها، بحجة ان ذلك أفضل من أن يتزوج من خلف ظهرها، تسليماً بلا منطق بأن هذا يجب أن يحدث في كل الأحوال.
وحول ما يردده أنصار دعوة «زوّجي زوجك» من استنادهم إلى الشريعة الإسلامية الغراء، قالت منى سليم «هم يخلطون كالمعتاد بين الشريعة السمحاء، وقراءتهم لها التي يفرضونها علينا، فأولاً شرعاً وديناً، العقد شريعة المتعاقدين، ومن حقي أن يكون لي شريك حياتي الذي أعيش معه وحدي، ولا أرى في ذلك ما يتعارض مع أي شرع ودين، وثانياً ان القرآن الكريم والشريعة أباحت الزواج من أربع، من باب حصر التعدد، وفي مواجهة التوسع الذي كان موجوداً في الجاهلية، وثالثاً ان الإسلام اشترط العدل في الجمع، وإعمال مبدأ «فإن خفتم ألا تعدلوا»، وهي فكرة يحتاج تحقيقها إلى موازنات دقيقة، ورابعاً أننا أمام منظور متكامل لا يجوز فيه الاجتزاء. ورداً على ما يطرحه أنصار مبادرة «زوّجي زوجك» من انها مدخل لحل مشكلة العنوسة في مصر، قالت منى سليم «نحن لسنا دجاجاً.. ولو كان الحل أن يتم على حساب إنسانة متزوجة وسعيدة وأسرة وبيت، فأنا أرفضه، كما انه لا يمكن ان يكون الحل إسعاد إنسانة على حساب إتعاس اخرى. العنوسة يحلها إنهاء مشكلة البطالة وإيجاد فرص عمل، وتوسيع الأفق أمام الشباب، ولا يحلها تخريب البيوت المستقرة». وقالت القيادية في «جبهة نساء مصر» عضو اتحاد النساء التقدمي منى عبدالراضي، لـ«الإمارات اليوم» «إن هذه الدعوة غريبة ومريبة على مجتمعنا، الذي يعاني مشكلات حقيقية، وليس بحاجة إلى مثل هذه الفرقعات، وأنا أفهم أن يكون هناك رأي يحبذ ذلك او مقال أو توجه، لكن ان تكون هناك حملة فهذا أمر يقول إننا وصلنا إلى حالة اللامعقول ويستوجب التوقف عندها». واستطردت انه «حتى من الناحية الدينية، فقد اتجه التشريع القويم إلى إباحة التعدد في سياقات وضمن اعتبارات، لكن فكرة توجيه (دعوة لكل الرجال) بالتعدد، على ان تقوم زوجاتهم بتزويجهم، فهذا لن يحدث».