على الرغم من تزايد أهميته في السنوات الأخيرة

منصب نائب الرئيس موضع سخرية لدى الأميركيين

صورة

يستعد مساعدا مرشحي الرئاسة الأميركية، اللذان اشتبكا قبل أيام في أول مناظرة تلفزيونية مباشرة، لشغل وظيفة غامضة، وأحياناً مثيرة للضحك. الأمر يتعلق بالمرشحين لمنصب نائب الرئيس: السيناتور الديمقراطي تيم كاين، والجمهوري مايك بينس. لقد خرجا للتو إلى العلن، خلال هذه الحملة الانتخابية، وأياً كان الفائز فلن يجد كثيراً من الاهتمام.

ينظر الكثيرون في أميركا إلى نائب الرئيس على أنه منصب ثانوي، وطالما كان موضع سخرية وتندّر. إلا أن هذه الوظيفة باتت أكثر أهمية في السنوات الأخيرة، فقد طلب من نواب الرئيس، في السنوات الاخيرة، أن يفعلوا ما هو أكثر بكثير من تمثيل الولايات المتحدة في الجنائز. ولكن لسنوات عدة، حتى أولئك الذين شغلوا المنصب، قالوا إن المهام التي أوكلت إليهم كانت «متواضعة جداً». الوظيفة التي يطمح إليها كل من كاين وبينس، هي واحدة من أكثر الوظائف غموضاً في النظام السياسي الأميركي. فقد وصف جون غرانر، الذي كان نائباً للرئيس فرانكلين روزفلت، وظيفة نائب الرئيس بأنها «لا تساوي شيئاً ولا قيمة لها».

إلا أن الرئيس ليندون جونسون كان يرى الأمور بشكل مختلف، فبالنسبة إليه نائب الرئيس هو بمثابة «غراب يحوم حول الرئيس، ليذكره بأنه معرض للموت»، وبعد اغتيال الرئيس جون كينيدي في ديسمبر 1963، تقلد جونسون - نائب الرئيس آنذاك ـ مهام الرئاسة بشكل تلقائي. ربما كانت هذه المرة الوحيدة التي تبوأ فيها نائب الرئيس منصب الرئاسة بشكل دائم. كما شغل جيرالد فورد نائب الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون منصب الرئاسة، بعد ان أجبر الاخير على الاستقالة اثر فضيحة التنصت «ووترغيت» عام 1974. وفي عهد الرئيسين الجمهوريين رونالد ريغان وجورج بوش الابن، تم تكليف نائبي الرئيسين بالمهام العليا لكن لفترة وجيزة، لم تتعدَّ بضع ساعات. ولأن نائب الرئيس لم يتعرض لأي محاولة اغتيال في تاريخ الولايات المتحدة، فالمنصب ظل لعقود طويلة محل سخرية وتهكم.

ويلاحظ أن دور نائب الرئيس قد تغير في السنوات الأخيرة، بالنظر إلى أداء ثلاث شخصيات وصفت بالقوية والمؤثرة، هم: آل غور، ديك تشيني، وجو بايدن (حالياً في المنصب).

من المعروف أن غور كان له دور أساسي في صنع تحوّل جذري في سياسة الرئيس بيل كلينتون في ما يتعلق بقضايا البيئة والمناخ، وأيضاً التدخل العسكري في أزمة البلقان. ولا أحد ينسى دوره الفعال في توقيع بروتوكول كيوتو في 1997. أما تشيني، فقد كان له تأثير واضح في قرارات جورج بوش، بما في ذلك غزو العراق في 2003. في حين، ترك بايدن بصمته في الاتفاق النووي مع إيران، واتفاقية التجارة مع آسيا. ويقول بايدن: «في هذا العالم المتغير، وتزايد أعباء ونطاق مسؤوليات رئيس الولايات المتحدة، بات الأمر يتطلب من نائب الرئيس القيام بمهام رئيسة، وذلك ببساطة لأن جدول أعمال الرئيس مضغوط».

وفي المناظرة الأخيرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس ركز الخصمان، كاين وبينس، على ثغرات هيلاري كلينتون ودونالد ترامب. وعلى الرغم من أن كاين وبينس لم يكونا معروفين من قبل الناخبين الأميركيين، إلا أن كثيرين تساءلوا عن الأسباب التي جعلت كلينتون لا تختار امرأة نائبة لها. ويرى هؤلاء أن اختيار رجل يعني أنها لا تثق بقدراتها بشكل كامل، وأنها تحتاج إلى من يساعدها في المهمة الصعبة، في حال تبوأت مقعد الرئاسة.

تويتر