حزن في صعيد مصر على مقتل «نبرة» بأميركا
تسود التجمعات النوبية بشكل خاص، والمدن الصعيدية ومصر بشكل عام، حالة من الحزن على رحيل الشهيدة المصرية النوبية (نبرة)، التي فقدت حياتها على يد متهور إسباني، يدعى داروين، في ولاية فيرجينيا الأميركية، في حادث وصفته السلطات الأميركية بأنه «عابر ومروري»، بينما أصرت التجمعات النوبية في أميركا وأوروبا ومصر، وأسرة (نبرة)، على اعتباره «حادثاً عنصرياً»، يجمع القاتل فيه بين التحيز العرقي والديني ضد (نبرة)، التي جسدت نموذجاً للفتاة السمراء المسلمة المسالمة في الولايات المتحدة.
الشاب الإسباني جرى وراء الفتيات، فسقطت «نبرة» على الأرض، فضربها بقوة، وأخذها داخل السيارة، ورماها في بحيرة بعيدة. |
وأقام الاتحاد النوبي، في أسوان، وقفة بالشموع والملابس السوداء، حداداً على روح (نبرة) داخل مبنى الاتحاد، بعد أن دعا - في وقت سابق - لأن تكون الوقفة في ميدان المحطة، لكن لم يتمكن من إقامتها هناك، بسبب رفض الجهات الأمنية، كما عبرت تجمعات نوبية مختلفة في الصعيد والقاهرة عن حزنها على رحيل الشهيدة بأشكال متباينة.
وكشف خال الشهيدة سيد الجزار في أسوان، أن ابنة شقيقته كانت تعتزم زيارة المدينة الصعيدية في 3 يوليو المقبل، عقب الانتهاء من عطلة عيد الفطر المبارك، وقد أقامت عائلة الفتاة عزاء لها في قرى عنيبة وأبوسمبل، لإتاحة الفرصة للأهالي والجيران للمشاركة في مصابهم.
وقال الناشط النوبي بالأقصر، يحيى حجاج، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الدعوة لتبني قضية (نبرة) إعلامياً، ليس مجرد تسجيل موقف ضد العنصرية وتيارات العداء للمسلمين، ممن يصنفون في دائرة (الإسلاموفوبيا) في الغرب، وإنما هي موقف عملي يستهدف التاثير، لأن هناك توجهاً داخل أميركا لاعتبار ما حصل قضية عادية، بل وحادثاً مرورياً، وهو موقف له تجلياته في الدوائر الشرطية والإعلامية على حد سواء، ومن ثم فإن الضغط وحده، هو الذي سيفرض وضع القضية في نطاقها الصحيح». وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية نشرت تصريحات للسلطات في ولاية فيرجينيا، قالت فيها إنها لا تعتبر الحادث ضمن «جرائم الكراهية».
وكانت المصرية النوبية (نبرة) قد لقيت مصرعها في الولايات المتحدة بعد اختطافها، حيث ألقى القاتل جثتها في بحيرة بعيدة، وقام بتشييعها 5000 مواطن أميركي في موكب مهيب، حسب مراسل «الغارديان».
وقال والد (نبرة)، محمود إبراس، لبرنامج «العاشرة مساء» على قناة دريم، إنه «يعيش في الولايات المتحدة الأميركية، ولديه أربع كريمات، يحاول أن ينشئهن على التربية الإسلامية داخل المجتمع الأميركي، فيحرص على أن يذهبن إلى صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان، وفي يوم الحادث ذهبن معاً إلى مسجد آدمز، ولم يكن هو بصحبتهن، وكن من بين مجموعة كبيرة تضم 15 وربما 17 شخصاً، منهم 13 كانوا مدعوين لدينا في البيت، ثم توجه الجميع لصلاة العشاء والتراويح، وبعد ذلك التهجد، حيث مكثوا في المسجد حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ثم خرجت البنات ليأكلن في مطعم قريب من المسجد، وفي الطريق قابلهن شخص إسباني كان يقود سيارة حمراء، وترجل من السيارة وهو يمسك بعصا بسبول، وظل يطاردهن».
وتابع إبراس: «دافع المطاردة عنصري، هذا واضح، وأنا قلت للشرطة ولجهات التحقيق ولوسائل الإعلام، ولشبكة (سي إن إن) الإخبارية، إن الحادث عنصري بامتياز، لأن الشارع كان مليئاً بالبشر، وهو – أي القاتل – ترك الجميع وتوجه إلى (نبرة) وصديقاتها ببشرتهن الواضحة السمرة، وزيهن الدال على ديانتهن الإسلامية، ممثلاً في الإسدال الطويل». واستطرد «الشاب الإسباني جرى وراء الفتيات، فسقطت (نبرة) على الأرض، فضربها بقوة، وأخذها داخل السيارة ورماها في بحيرة بعيدة، ولم تستطع الشرطة بادئ الأمر تحديد مكانها، لكن بحلول الساعة الثالثة في اليوم التالي، وصلت الشرطة إلى المكان، وألقت القبض على القاتل، وهو يحوم حول موقع الجريمة، وسرعان ما اعترف بارتكابها».
وقالت زميلات (نبرة)، اللاتي قدمن بالعشرات من مدن أميركية مختلفة لتشييع جنازتها، إنها كانت «معطاءة بلا حدود، ولا تتردد في منح آخر سنت تمتلكه لشخص جائع، يحتاج إلى شراء طعام»، حسب ما نشرت صحيفة «سليت» الأميركية.
وتعتزم مجموعات نوبية، وجماعات حقوقية في مصر، ترتيب مجموعة فعاليات عالمية متنوعة، لفرض قضية (نبرة) على الرأي العام الأميركي والعالمي، خصوصاً في وسائل الإعلام، لأن هناك حالة واسعة من التعاطف في الداخل الأميركي.