إيمانويل ماكرون يقلّد أوباما.. لكن بطريقته الخاصة
يشعر العديد من المتابعين لتحركات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأن تصرفاته تشبه تصرفات زعيم ما.. إنه رئيس شاب نشط ومتحمس يعد بالتغيير في ظل الحفاظ على الكرامة والحداثة. تفاصيل تحركاته وخطاباته محسوبة بدقة، كما أن ماكرون يستخدم هاتفه النقال، وقد ظهر حتى في مناسبات رسمية وهو يتناول هاتفه. هناك شيء من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، يقول مراقبون ومتابعون على شبكات التواصل الاجتماعي، حتى وإن كان ماكرون يشير دائماً إلى الزعيمين الفرنسيين شارل ديغول وفرانسوا ميتران، في أحاديثه مع الصحافة والنخبة السياسية والإعلامية، ويعتبرهما مصدر إلهام بالنسبة له.
أوباما، أيضاً، كان دائم الإشارة، ومنذ اليوم الأول لتوليه السلطة في البيت الأبيض، للزعماء السابقين الذين تركوا في شخصيته بصمات واضحة. لقد استفاد ماكرون من تجربة نظيره الأميركي، وكان ذلك منذ الأيام الأولى للحملة الانتخابية الفرنسية، وقد لقيت المكالمة الهاتفية التي أجراها الرجلان استحسان الكثيرين وتداولتها الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة على نطاق واسع. كما استعان الرئيس الفرنسي بخدمات لورانس حاييم، التي عملت مراسلة لقنوات فرنسية عدة في واشنطن. وقد وصفت حاييم ماكرون خلال حملة الأخير الانتخابية بأنه «أوباما الفرنسي»، لكنها تراجعت عن ذلك لتؤكد أنها كانت تقصد بأن السياسي الفرنسي لديه صفات تشبه تلك التي يتمتع بها الرئيس الأميركي السابق.
وقد لاحظ متابعون لشؤون الرئاسة الفرنسية أن ماكرون تعمّد تقليد أوباما أثناء تحركه في الإقامة الرئاسية، وحتى مكتب ماكرون في الإليزيه وضع بطريقة تشبه مكتب أوباما في البيت الأبيض. هذه التفاصيل لم تأتِ بمحض المصادفة، وفقاً لمتابعين، فالرئيس الفرنسي، ظهر أخيراً وهو يرتدي قفازين للملاكمة، أثناء الترويج لاستضافة بلاده الألعاب الأولمبية لسنة 2024.
أما بالنسبة لعلاقته مع الصحافيين، فقد أعطى ماكرون تعليمات واضحة لأعضاء إدارته بعدم الإدلاء بتصريحات عشوائية وضرورة التنسيق مع الجهة المختصة، تماماً كما فعل أوباما الذي طلب من حكومته التنسيق مع المكتب الإعلامي في البيت الأبيض قبل الإدلاء بأي تصريحات. إلا أن الرئيس الفرنسي تدارك أخطاء الرئيس الأميركي السابق الذي ظهر مرات عديدة خلال الحملة الرئاسية الأميركية، للرد على ادعاءات المرشح الجمهوري وقتها دونالد ترامب، ودعم مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
وتماهياً مع النموذج الأميركي، يسعى ماكرون لتغيير بعض التقاليد السياسية في بلاده، من خلال إلقاء خطاب أسبوعي موجه لغرفتي البرلمان، وإعطاء السيدة الأولى دوراً رسمياً بموجب مراسيم جديدة. وبالفعل، تسعى بريجيت ماكرون، التي لعبت دوراً أساسياً في حملة زوجها الانتخابية، أن يكون لها دور في الحياة السياسية والاجتماعية.
في المقابل، يرى آخرون أن وصف ماكرون بأنه استنساخ لأوباما، فيه نوع من الإجحاف، فالرئيس الفرنسي لديه وجهة نظر شخصية لمهمة رئيس الجمهورية الفرنسية ويريد أن يترك بصماته في الإليزيه، تماماً مثل ما فعل ديغول وميتران. ودعوته للرئيس الأميركي دونالد ترامب لحضور احتفالات الـ14 من يوليو، دليل على أنه يريد أن يترك مجالاً لإصدار «أحكام مسبقة» إزاء سياسته الخارجية.
وتجدر الإشارة إلى أن ماكرون أظهر أنه أكثر بأساً من أوباما، في ما يخص روسيا، فقد استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنوع من الحزم، ولم يقدم أي تنازلات، عكس أوباما الذي ترك لبوتين المجال في أوكرانيا وسورية.