تشرشل أخفى وثائق نازية خوفاً على مشاعر دوق وندسور
حاول رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، ونستون تشرشل، حجب وثائق سرية، خلال الحرب العالمية الثانية، تكشف بالتفصيل مؤامرة نازية لمنح عرش بريطانيا لدوق وندسور، في حال هزيمة بريطانيا، وحثّ تشرشل شخصياً، الزعماء الفرنسيين والأميركيين، على منع نشر البرقيات الألمانية التي تم الاستيلاء عليها بعد الحرب، خشية أن تتسبب في إحداث «ألم للدوق».
وبينما اعتبر تشرشل تلك الوثائق «مؤامرات ألمانية»، فإنه خشي أن يلقي ذلك بظلال من الشك، على ولاء الدوق إدوارد الثامن. وتم الكشف، أخيراً، عن تفاصيل مخاوفه من نشر ملفات سرية في الأرشيف الوطني. وقد عثر على برقيات بين وزير خارجية ألمانيا النازية، يواخيم فون ريبنتروب، وسفرائه في مدريد ولشبونة خلال الصيف، مع نهاية الحرب، وأبقي على الأمر سراً.
لكن تشرشل علم في عام 1953، أن مؤرخين أميركيين أرادوا نشر ملف المراسلات النازية، في إطار برنامج أكاديمي رسمي من قبل الحلفاء المنتصرين، للكشف عن وثائق النازيين. وكتب إلى الرئيس دوايت آيزنهاور يحثّه على وقف النشر. وقد فشل تشرشل في نهاية المطاف، ونشرت البرقيات بعد بضع سنوات، لكن الأوراق التي نشرت، قبل أيام، تكشف عن جهوده لمنع الإفراج عنها.
• تشرشل خاطب الرئيس الأميركي قائلاً: إنها «مؤامرة نازية لتشويه أمير بريطاني، كان قد طرد من فرنسا، ولجأ إلى البرتغال». |
وتظهر البرقيات بين فون ريبنتروب ومبعوثيه، أن هناك تعاوناً بين الدوق وألمانيا النازية. وتفيد برقية من السفير الألماني إلى مدريد، في 25 يوليو 1940، أن أحد وكلاء وزير الداخلية الإسبانية، لم يذكر اسمه، أخبر الدوق بعدم التوجه إلى جزر البهاما، وأن الدوق «قد يكون متوقفاً الآن للعب دور كبير في السياسة البريطانية، وربما يتولى العرش البريطاني». وعندما رد الدوق بأن الدستور حكم بعدم استعادة العرش بعد تنازله، أشار الوكيل إلى أن مسار الحرب قد يؤدي إلى تغييرات حتى في الدستور البريطاني.
لم تثمر المؤامرة الألمانية، وباءت المحاولات لتجنيد الدوق وإقناعه بالمكوث في أوروبا، وعدم السفر إلى البهاما، إلى أن تنتهي الحرب، بالفشل. وفي أغسطس 1953 كتب تشرشل لزملائه في مجلس الوزراء خطاباً سرياً يقترح «تأجيل نشر البرقيات لمدة 10 أو 20 عاماً على الأقل».
وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق، إنه أراد تأخير النشر «على أساس أن هذه الرسائل، مغرضة، وغير موثوق بها، كما يجب أن ينظر إلى أنها قد تتسبب بلاشك في إحداث ألم لدوق وندسور، وترك انطباع عند أولئك الذين يقرؤونها لا يتناسب تماماً مع قيمتها التاريخية». وخاطب تشرشل الرئيس الأميركي قائلاً إنها «مؤامرة نازية لتشويه أمير بريطاني كان قد طرد من فرنسا، ولجأ إلى البرتغال»، متابعاً «إذا كان من المقرر إدراجها في منشورات رسمية، فإنها قد تترك انطباعاً بأن الدوق كان على اتصال وثيق مع الوكلاء الألمان، وكان يستمع لاقتراحات مشبوهة».
ورد عليه آيزنهاور قائلاً، إن الوثائق كانت قد درست في عام 1945، وتبين أنه لا يمكن أن تكون ذات قيمة، ومن الواضح أن الوثائق تحمل أفكاراً لتعزيز الدعاية الألمانية، وإضعاف المقاومة الغربية. إنها غير عادلة تماماً في حق الدوق. كما طلب تشرشل من الحكومة الفرنسية أيضاً، عدم السماح بنشر البرقيات رسمياً، أو الكشف عنها لأي شخص خارج الأوساط الرسمية.