جميلة بوحيرد تحلّ ضيفة شرف على «أسوان السينمائي»
قرّر مهرجان أسوان السينمائي لأفلام المرأة، دعوة المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، لتكون ضيف شرف الدورة الثانية للمهرجان الوليد، ورحبت الفنانة ماجدة الصباحي، التي مثلت دور جميلة في الفيلم الذي حمل اسمها، وأخرجه الراحل يوسف شاهين، بزيارة المناضلة الجزائرية للقاهرة، وتوقع نقاد وكتّاب هاتفتهم «الإمارات اليوم»، لقاء يجمع بطلة الفيلم ماجدة مع البطلة الحقيقية جميلة، معتبرين أن الاختيار كان موفقاً من زاوية احتياجه عربياً في الوقت الراهن.
فقد أعلن رئيس مهرجان أسوان لسينما المرأة، السيناريست محمد عبدالخالق، اختيار جميلة بوحيرد ضيفة شرف المهرجان، الذي سيقام في الفترة بين 20 و26 فبراير المقبل، وأكد الأمر نفسه مدير المهرجان الناقد حسن أبوالعلا، الذي زار، أخيراً، منزل بوحيرد بالعاصمة الجزائر، وقدم إليها الدعوة التي قبلتها، وشكرت مصر، معبّرة عن اعتزازها بالدور التاريخي الذي لعبته القاهرة، في دعم ثورة بلدها، وقال أبوالعلا عقب اللقاء: «إن اختيار بوحيرد لتكون ضيفة شرف المهرجان، يرجع إلى أنها رمز لنضال المرأة العربية من أجل الحرية، فضلاً عن المكانة الكبيرة التي تحتلها في قلوب الشعب المصري والعربي».
لم تشاهد الفيلم نشرت صحيفة «المصري اليوم» تحقيقاً مصوراً في منزل جميلة بوحيرد، يوثق وقائع لقاء مدير مهرجان أسوان بالبطلة، لتسليمها الدعوة، حيث كشفت في التحقيق أنها «لم تشاهد فيلم يوسف شاهين وماجدة الصباحي حولها، كاملاً حتى اللحظة»، ولم تزرها الصباحي حين كانت في الجزائر، كما نفت بوحيرد ما تردد عن رفضها الفيلم، مؤكدة أن ما قالته هو أنه أنتج بغير موافقتها، لأنها كانت في زنزانة تنتظر تنفيذ حكم الإعدام، كما تحدثت عن موقفها العروبي ضد وقوع فتنة بين الشعبين المصري والجزائري، على خلفية مباراة منتخبي البلدين في تصفيات كأس العالم لكرة القدم عام 2009، كما رفضت بوحيرد في اللقاء اتخاذ إجراءات لحجب الجمهور عنها، مؤكدة تشوقها للقاء نساء الصعيد المناضلات، والتقاط صور معهن. |
بدوره، قال الناقد السينمائي هشام لاشين، لـ«الإمارات اليوم»: «إن اختيار المهرجان لجميلة بوحيرد لتكون ضيفة شرفه موفق جداً، من زاوية الخروج عن النمطية المعتادة في اختيار الفنانين في المواقف الشبيهة، كما أنه خروج بالسينما إلى الحياة والواقع، علاوة على إعلاء نموذج المناضلة الوطنية المشرفة، في زمن العولمة والأبطال الاستهلاكيين والزائفين، خصوصاً أن الاختيار موجه لعالمنا العربي».
ونوّه لاشين، الذي شارك بوصفه ناقداً في الدورة الأولى لمهرجان أسوان لأفلام المرأة، بأنه يشعر بسعادة بالغة لاختيار جميلة، كونه دعا إلى ذلك في مقالات عدة، مخاطباً مهرجانات ومنتديات مختلفة، آخرها «مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية»، حين طالب المخرجة الجزائرية رابحة بتبني الفكرة، ومشيراً إلى أن «جميلة بوحيرد تتعرّض بشكل شبه دائم لشائعات وفاتها، وكأن من يريدون الاغتيال المعنوي لهذا النموذج في حياتنا العربية، لا يكتفون بذلك، بل يسعون لإشاعة اختفائهم الجسدي، كي يؤكدوا ذلك».
واعتبر لاشين أن «نموذج المناضلة والبطلة والمناضلة، إذا كان لم يعد له وجود في أوروبا والعالم الغربي، فمازلنا في مجتمعنا العربي بحاجة إلى إعلائه، فهناك لاتزال فلسطين محتلة، والعراق محتل، وهناك جدل يومي عن الفرق بين البطل والشهيد والانتحاري، وبالتالي هذا في قلب همومنا وقضايانا».
وقال الكاتب الصحافي، صاحب مذكرات الفنانة المصرية ماجدة صباحي، السيد الحراني لـ«الإمارات اليوم»، إن «الفنانة ماجدة الصباحي، رحبت بشدة بحضور جميلة بوحيرد إلى وطنها الثاني مصر، الذي يكنّ لها كل حب وتقدير واعتزاز، ويعتبر الثورة الجزائرية مفخرة له، كما هي لكل جزائري».
وأكد الحراني أن فيلم «جميلة بوحيرد»، الذي حضر عرضه الخاص الزعيمان التاريخيان جمال عبدالناصر وأحمد بن بيللا، هو محطة مهمة ومميزة جداً في تاريخ الفنانة المصرية ماجدة الصباحي، والاحتفاء بجميلة بوحيرد وبالفيلم، يسعد صباحي، كما يسعد جميلة، وكل مصري وجزائري».