مصالحة وشيكة بين نقابة الموسيقيين وشيرين وتوقعات برفع الحظر عن أغانيها
قال مصدر قريب من مجلس نقابة الموسيقيين، إن هناك اتجاهاً في النقابة للمصالحة التامة، ورفع العقوبات عن الفنانة شيرين، بعد انتهاء التحقيق معها، في التصريحات التي نسبت إليها، بشأن تعليقها على أغنيتها «ماشربتش من نيلها»، مؤكداً أن شيرين لا علاقة لها بالسياسة، وإن حسبت سياسياً، فهي أقرب للموالاة لا للمعارضة. واعتذرت شيرين للمرة الثانية للشعب المصري، في التحقيق الذي أجرته النقابة، بعد أن قدمت براهين على أن «اليوتيوب المسيء» يتضمن هو نفسه دفاعاً عن مصر. وفي الوقت ذاته انتقد رئيس التحرير السابق لجريدة «القاهرة» الصادرة عن وزارة الثقافة، النهج الذي اتبعه إعلاميون في القضية، الذين شككوا في وطنية المطربة المصرية.
وخضعت شيرين، ليلة الثلاثاء الماضي، لتحقيق أجرته الشؤون القانونية بنقابة الموسيقيين، وأكدت خلال التحقيق اعتزازها بالانتماء إلى نقابة الموسيقيين، وأن حضورها كان التزاماً بلوائح النقابة التي تحترمها وتقدرها، وتحتل في قلبها مكانةً خاصة، مشددة على أنها لم تتعود أن تدافع عن خطأ أو تتهرب من مواجهته، لذا وجهت اعتذارها للشعب المصري، الذي يستحق هذا الاعتذار، لإحساسه بـ«الغضب من مزحة وهزار غير مقصود».
وقالت شيرين «إنه لا يستطيع أحد المزايدة على مصريتها وانتمائها لهذا البلد العظيم بتاريخه ونيله وشعبه، وإنها بنت هذه الأرض الطيبة، التي خرج منها رموز العلم والتنوير للدنيا كلها».
وقال المصدر المقرب من النقابة إن «هناك اتفاقاً على تنظيم حفل غنائي كبير يذهب ريعه لمصلحة المشروعات القومية المصرية، بعد أن يتم طيّ صفحة التحقيق الرسمي، وترفع عنها العقوبة، لكن رئيسة الإذاعة، نادية مبروك، قالت في تصريح إعلامي «لم يطرأ أي تغيير على قرار منع بث أغاني شيرين على جميع الشبكات الإذاعية التابعة للقطاع، وقرار منع أغنياتها مازال سارياً».
وقال نقيب الموسيقيين الفنان، هاني شاكر، في بيان رسمي بعد التحقيق، «إن شيرين فنانة كبيرة، تحملت مسؤولية الموقف، واستجابت لقرار مجلس النقابة بصدرٍ رحب»، مؤكداً أنه لا توجد بينها وبين النقابة أي خصومة، وما حدث هو إجراء داخلي فقط للحفاظ عليها وحمايتها، لمكانتها الكبيرة.
وأحيلت أقوال شيرين إلى مجلس النقابة لاتخاذ القرار المناسب، وسط تأكيدات بأن النقابة سترفع قرار المنع من الغناء عن شيرين خلال أيام، مع الاكتفاء بعقوبة لفت النظر فقط، والتأكيد على ضرورة عدم تكرار الواقعة مجدداً.
وذكر المتحدث الإعلامي باسم نقابة الموسيقيين طارق مرتضى، لـ«الإمارات اليوم» أن «مقطع الفيديو الذي اتهمت على أساسه، هو ذاته الذي يحمل دليل براءتها لو تم الاستماع إليه بالكامل، وأن وجهة نظر شيرين من أنها دافعت عن مصر في المقطع ذاته، بدأت تكسب تعاطفاً داخل صفوف النقابة، بعد أن هدأت العاصفة نسبياً، وبدأ الناس يستمعون لصوت العقل والإنصاف».
وتابع مرتضى أن «شيرين قالت في المقطع نفسه الذي تكلمت فيه عن النيل والبلهارسيا، أنها تحب مصر، وتراب مصر، وعبارات أخرى تعكس حبها لوطنها، لكن كان هناك تعمد ممن حاولوا الإساءة لها والهجوم عليها على صفحات التواصل، حيث أخذوا جزءاً من المقطع وتركوا الآخر، وكل المطلوب ممن يطالب بأن نحاسبها بأن يستمع للمقطع كاملاً».
وشدد مرتضى أنه لا تسامح بالـتأكيد مع من يسيء للوطن أو يهين مصر، هذا أمر مفروغ منه، وغير قابل للجدل، لكن الحساب يتوجب أن يكون لمن يتعمد الإساءة ويصرّ عليها، ولابد من تعامل آخر مع من تحدث منه زلة لسان أو هفوة تأتي عفواً ويعتذر عنها، خصوصاً إذا تبينا أنها لا يمكن أن تعبر عن رأيه الأصلي.
من جهته، قال الناقد الفني هشام لاشين لـ«الإمارات اليوم» إن «التوجه العام داخل النقابة وداخل الوسط الفني يميل إلى الاكتفاء بما حدث مع شيرين من حملات وهجوم وانتقادات حتى عند الذي يعتقدون أنها أخطأت، بوصف تلك الحملات والهجمات رداً كافياً على ما حدث».
من جهته، هاجم رئيس تحرير جريدة «القاهرة» السابق الكاتب الصحافي سيد محمود، تناول الإعلام قضية شيرين، معتبراً أن البعض حوّل خطاب الوطنية إلى خطاب «فاشي بامتياز».